أما ما أقدم عليه هذا الطائش من تخطئة قوله تعالى في الآية العاشرة من سورة “هود”: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي} فهو فضيحة الدهر، إذ معناه إنه لا يُلِمّ حتى بالقواعد الأولية التي يعرفها تلميذ المرحلة الابتدائية.
قال، فضّ الله فاه: “كان يجب أن يجرّ المضاف إليه فيقول: بعد ضرّاءِ مسَّتْه” (ص 108) . والحمد لله أنْ عرف هذا المنكوس أن “ضَرّاء” مضاف إليه، أما ظنّه بأن جرّها يستلزم وضع كسرة (واحدة) تحت آخر حروفها فممّا يُضْحِك الَمكْروب، إذ معناه أولاً إنه لم يسمع بأن الممنوع من الصرف لا يُجَرّ بالكسر بل الفتح (بفتحة واحدة) . هذه واحدة، والثانية أن الكلمات التي تُجَرّ بالكسر لابد أن توضع تحت آخر حروفها كسرتان لا كسرة واحدة، لأن الكسرة الواحدة هي علامة بناء لا إعراب.