حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

لمحة عن النظرية السياقية

النظرية السياقية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

وبعد،،

فيعد فيرث Firth من أشهر العلماء الذين اهتموا بالمنهج السياقي في دراسة المعاني، ووضع تأكيدًا كبيرًا على الوظيفة الاجتماعية للغة، وقد صرح بأن المعنى لا ينكشف إلا من خلال تسييق الوحدة اللغوية، أي وضعها في سياقات مختلفة.

وقد اقترح K.Ammer تقسيما للسياق ذا أربع شعب يشمل:

  • السياق اللغوي، حيث قد تتضح دلالة الكلمة داخل النص الواردة فيه، ويمكن التمثيل له بكلمة (يد) التي ترد في سياقات متنوعة منها: (أعطيته مالا عن ظهر يد، يعني تفضُّلا). (يد الفأس ونحوه: مقبضها). (يد الدهر: مد زمانه)…إلخ
  • السياق العاطفي، وهو يحدد درجة القوة والضعف في الانفعال، مما يقتضي تأكيدا أو مبالغة

    اعتدالا، فكلمة (يكره) العربية غير كلمة (يبغض) رغم اشتراكهما في أصل المعنى كذلك.

  • سياق الموقف، ويعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة، مثل استعمال كلمة (يرحم) في مقام تشميت العاطس (يرحمك الله) البدء بالفعل، وفي مقام الترحم بعد الموت (الله يرحمه) البدء بالاسم.
  • السياق الثقافي، ويقتضي تحديد المحيط الثقافي أو الاجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة. مثل كلمة (جذر) التي لها معنى عند المزارع، ومعنى ثان عند اللغوي، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات.([1])

وفي الحقيقة فإن لهذه النظرية أسسا عند علماء العربية، ” تتلخص في:

  • يعد اللغويون العرب (الجملة) هي وحدة التحليل الدلالي.
  • مراعاة السياق اللغوي.
  • مراعاة الموقف أو السياق الخارجي.
  • مراعاة قيود التوارد.

مراعاة جميع الوظائف التي تنهض بها الوحدات اللغوية.”([2])

([1]) ينظر: علم الدلالة (68 وما بعدها).

([2]) مدخل إلى علم اللغة الحديث (175)، وينظر كتاب: دلالة السياق (48) للدكتور عبد الفتاح البركاوي.

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu