حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

ثلاث فوائد لغوية [الحلقة الأولى] إعداد أ.د/ عصام فاروق

فوائد لغوية

الفائدة الأولى:

      تُسمِي العربُ مَن يعمل بكلتا يديه ( يمينه ويساره ) كالذي يستعملهما في الكتابة ( الأَضْبَط )، ويقال للمرأة: ضَبْطاء، ومنه الخبرُ: ( أن عُمَر-  رضي الله عنه- كان أَضْبَط )، كما كانوا يطلقون على مَن يَتَّصفُ بذلك: ( أَعْسَرُ يَسَرٌ )، ولا يقال فيه: ( أَعْسَرُ أَيْسَرُ ) فهو خطأ.

الفائدة الثانية:

      يقال للرجل الكريم: الجواد، ويطلق هذا اللفظ -أيضًا- على الفَرَس السريع، ومنه قوله تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ [ص: 31] فالجياد جمع: جَواد، والصافنات جمع: صافنة، وهي القائمة، وقيل: قيامها على ثلاثة أرجل.

ويقال: رجل جواد، وامرأة جواد، وفرس جواد. لكن مع اتفاق ثلاثتها في اللفظ، فإنها تختلف في الجمع، فيقال: رجالٌ أجواد، ونساء جُودٌ، وجياد في جمع الفرس.

الفائدة الثالثة:

     تَعارَفنا على أن كلمة ( الغانية ) تعني: الراقصة، لكنّ الأصل اللغوي لهذه الكلمة يدل على أنها صفةٌ تُمدح بها المرأةُ. فأصل الغانية أنها ذات الزوج. ومادتها تدل على معناها، فمن أصول الغين والنون والحرف المعتل، معنى: الكفاية، فهي هنا اكتفت بزوجها وغنيتْ به عن غيره، وقيل: المرأة الجميلة، فكأنها غنيت بحسنها عن الزينة.

فمن الواضح أن الكلمة حدث لها تطور دلالي، عن طريق انحطاط الدلالة، فبعد دلالتها على المدح، أضحت صفة ذم.

 

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu