الفائدة الأولى:
تُسمِي العربُ مَن يعمل بكلتا يديه ( يمينه ويساره ) كالذي يستعملهما في الكتابة ( الأَضْبَط )، ويقال للمرأة: ضَبْطاء، ومنه الخبرُ: ( أن عُمَر- رضي الله عنه- كان أَضْبَط )، كما كانوا يطلقون على مَن يَتَّصفُ بذلك: ( أَعْسَرُ يَسَرٌ )، ولا يقال فيه: ( أَعْسَرُ أَيْسَرُ ) فهو خطأ.
الفائدة الثانية:
يقال للرجل الكريم: الجواد، ويطلق هذا اللفظ -أيضًا- على الفَرَس السريع، ومنه قوله تعالى: ﴿إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ﴾ [ص: 31] فالجياد جمع: جَواد، والصافنات جمع: صافنة، وهي القائمة، وقيل: قيامها على ثلاثة أرجل.
ويقال: رجل جواد، وامرأة جواد، وفرس جواد. لكن مع اتفاق ثلاثتها في اللفظ، فإنها تختلف في الجمع، فيقال: رجالٌ أجواد، ونساء جُودٌ، وجياد في جمع الفرس.
الفائدة الثالثة:
تَعارَفنا على أن كلمة ( الغانية ) تعني: الراقصة، لكنّ الأصل اللغوي لهذه الكلمة يدل على أنها صفةٌ تُمدح بها المرأةُ. فأصل الغانية أنها ذات الزوج. ومادتها تدل على معناها، فمن أصول الغين والنون والحرف المعتل، معنى: الكفاية، فهي هنا اكتفت بزوجها وغنيتْ به عن غيره، وقيل: المرأة الجميلة، فكأنها غنيت بحسنها عن الزينة.
فمن الواضح أن الكلمة حدث لها تطور دلالي، عن طريق انحطاط الدلالة، فبعد دلالتها على المدح، أضحت صفة ذم.