* نشهد اليوم ذكرى وفاة أحد العلماء الأجلاء والأساتذة الفضلاء ممن تركوا أعظم الأثر في نفوس أبنائهم، إنها ذكرى وفاة أستاذنا وشيخنا فضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد متولي منصور- رحمه الله- وبهذه المناسبة نضع بين يدي القارئ نبذةً عنه؛ تخليدًا لذكراه – طيب الله ثراه- فمثله أولى أن يذاع صيته ويشيع ذكره، ونسأل الله العلي القدير أن يتقبله عنده في الصالحين ويجعل منزلته مع النبيين والصديقين.
الأستاذ الدكتور / محمد متولي منصور(1955- 2020م) |
* مولده ووفاته :
– وُلد الأستاذ الدكتور/ محمد متولي منصور- رحمه الله تعالى- يوم السبت، الثلاثين من شهر المحرم عام: 1375هـ الموافق السابع عشر من شهر سبتمبر عام 1955م، بقرية جريس، مركز أشمون، محافظة المنوفية.(1)
– وكانت وفاته صباح يوم الأحد 7 من شهر ربيع الآخر، عام 1442هـ، الموافق الثاني والعشرين من شهر نوفمبر عام 2020م، ودفن بمسقط رأسه (2)– أنار الله قبره وجعله روضة من رياض جنته-.
* رحلته العلمية :
حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، والتحق بالأزهر الشريف وحصل منه على الشهادة الإعدادية ثم الثانوية عام 1975م، ثم التحق بكلية اللغة العربية بالقاهرة، وحصل منها على الليسانس عام 1979م بتقدير جيد جدًّا مع مرتبة الشرف، ثم حصل على درجة الماجستير في تخصص أصول اللغة بتقدير ممتاز عام 1985م، وكان موضوع الرسالة: “الدراسات اللغوية عند الحريري في ضوء كتابه درة الغواص في أوهام الخواص”، ثم حصل على درجة الدكتوراه عام 1989م بتقدير مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع الرسالة بعنوان: “ابن منظور اللغوي منهجه وأثره في الدراسات اللغوية”(3)
* مسيرته العملية :
عُين الأستاذ الدكتور متولي منصور معيدًا في كلية اللغة العربية بالقاهرة عام 1981م، ثم رُقي مدرسًا مساعدًا عام 1985م، ثم عُين مدرسًا عقب حصوله على الدكتوراه عام 1989م، ثم رُقي إلى درجة أستاذ مساعد عام 2003م، ثم إلى درجة أستاذ عام 2009م.
وعمل رئيسًا لقسم أصول اللغة في كلية اللغة العربية بالقاهرة في الفترة من عام 2013م إلى عام 2015م، ثم عمل أستاذًا متفرغًا في الكلية عام 2015م عند بلوغه سن التقاعد ستين عامًا، وعمل بعد التقاعد رئيسًا لقسم أصول اللغة في كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر من عام 2015م حتى عام 2018م، ثم عمل رئيسًا لقطاع اللغة العربية في كلية الدراسات العليا جامعة الأزهر من عام 2018م حتى وفاته.
أعير الأستاذ الدكتور محمد متولي منصور إلى المملكة العربية السعودية مرتين:
- المرة الأولى في كلية المعلمين بالأحساء (1994 ـ 2000م) وشغل خلالها منصب رئيس قسم اللغة العربية إلى جانب مسئوليته عن النشاط الإعلامي والثقافي.
- المرة الثانية في كلية العلوم الإنسانية بجامعة الملك خالد بأبها (2009 – 2013م) وعمل خلالها أستاذا للدراسات العليا بالكلية وفي مرحلة (البكالوريوس).
اختير للتدريس عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) بجامعة المعرفة العالمية ومقرها الرياض، ودرَّس خلالها مقرري: (إعراب القرآن، ومعاني مفردات غريب القرآن الكريم)، وذلك إبّان إعارته إلى جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية .(4)
وللراحل إسهامات كبيرة في عديد من المؤتمرات الدولية داخل مصر وخارجها؛ فقد شارك في:
- مؤتمر «الأقسام المتناظرة في كليات المعلمين بالسعودية» ببحثه: «المعجم العربي التاريخي مفهومه ووظيفته ومحتواه» عام 1989م
- مؤتمر «اللغة العربية في عالم متغير» ببحثه: «التغريب بين اللغة والثقافة» عام 2005م.
- مؤتمر «الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم» ببحثه: «الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم» عام 2008م.
- إضافة إلى مشاركته في مؤتمر «جهود العلماء غير العرب في خدمة علوم العربية»، الذي عقد في كلية اللغة العربية بأسيوط قبل وفاته بأيام قليلة.
ولفضيلته أيضًا مشاركات كثيرة في برامج إذاعة القرآن الكريم، من أهمها: «وحي القلم» مع الإذاعي/ رضا عبد السلام، و«في رحاب السنة»، و«من كنوز المعرفة»، وله- أيضًا- مشاركات في الأمسيات الدينية في عديد من المساجد الكبرى بالقاهرة والأقاليم .(5)
ونقل عنه أحد الأساتذة :” ومما ذكره لي ولم أجده في السيرة الذاتية أنَّهُ كان عضوًا أساسيًّا في لجنة اختيار القراء والمبتهلين بإلإذاعة المصرية”(6)،وقد كان خير ممثّل لوسطية الأزهر الشريف داعيًا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة في جميع محافظات مصر، وذلك من خلال تنقلات إذاعة القرآن الكريم التي كانت تُشارك المحافظات مناسباتها، وتستجيب لدعواتها (7) .
* مؤلفاته :
وأثرى فقيدنا المكتبةَ العربية بكثير من المصنفات، منها (8) :
– اللغة العربية وأصواتها.
– بلوغ الأرب في لهجات العرب.
– علم التجويد القرآني.
– من الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم.
– أسماء الأصوات في ضوء نظرية الحقل اللغوي.
– آراء الرازي في مختار الصحاح، دراسة نقدية لغوية.
– آراء السيوطي في كتابه ” الإتقان في علوم القرآن دراسة لغوية“.
– النظام الصوتي في اللغة العربية، دراسة تحليلية لسورة الواقع.
– المد والقصر في ضوء علمي الأصوات والتجويد.
– اللهجات والدلالة دراسة تطبيقية في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي. = اللهجات العربية في الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، دراسة صوتية.
– طرق التعبير عن المعنى في كتاب الرياض النضرة في مناقب العشرة للمحب الطبري .
– قضية الاستشهاد في الجزء الأول من معجم تاج العروس للزبيدي، دراسة تحليلية نقدية.
– التغريب بين اللغة والثقافة.
– البرهان في علوم القرآن للزركشي، تحقيق ودراسة.
– الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، تحقيق ودراسة.
– ميزان الشعر العربي.
– التبيان في معاني مفردات غريب القرآن (من أول سورة الحمد إلى آخر سورة الناس).
– روائع البيان في إعراب آي من القرآن.
– فن الأداء القرآني في ضوء علم اللغة الحديث.
– الدرر البهية في علم الدلالة اللغوية.
– في فن الإلقاء من الضرورات الملحة للدعوة والإعلام.
– علم القراءات القرآنية بين الرواية والدراية: أ. د. محمد متولي منصور، ود. مصطفى أحمد محمد إسماعيل.
– الإمام –الأستاذ الدكتور أحمد الطيب- وجهوده اللغوية.
– تطبيقات على استخدام اللغة العربية في المجال القانوني .
* نماذج من أقوال بعض أصحابه وأقرانه عنه :
– كلمة الأستاذ الدكتور / عبد التواب الأكرت (أستاذ أصول اللغة ورئيس القسم السابق ومقرر اللجنة العلمية لترقية الأساتذة بجامعة الأزهر):
« رحم الله أخى فضيلة الأستاذ الدكتور محمد متولى منصور فقد كان نعم الأخ والصديق وكان ناصحا أمينا مخلصا فى نصحه وفى صداقته لا يكن فى صدره مثقال ذرة من حقد أوحسد لأى أحد صغيرا كان أوكبيرا بل كان قلبه مملوءا بالخير للقريب والبعيد ومهما اختلفنا فى أمور علمية لكنه فى نهاية المجلس كأن لم يكن ، فقد كان أبيض القلب ، سمح النفس ، ومن مميزاته أنه كان كريما جوادا يجود بكل مايملك ولايتوانى فى عمل الخير لمن يعرفه ومن لايعرفه ، وكان يحب الباحثين ويحثهم على الجد والاجتهاد فى رسائلهم ويأخذ بأيديهم إلى الأمام ، ولايبخل عليهم لابالجهد ولا بالمال إذا تطلب الأمر ذلك ، وكان يمنح لهم مؤلفاته ، وكانت داره مفتوحة للقاصى والدانى ، وكان مبتسما فى وجه الجميع ، ويحاول أن يتعرف على أحوال الآخرين لكى يقدم لهم الدعم الروحى والمعنوى والمادى إذا تطلب الأمر لذلك ، بالإضافة الى ذلك أنه كان عالما فى تخصصه متمكنا فيه ،بالإضافة إلى ثقافته الواسعة وباعه الطويل فى مجال الدعوة والإرشاد وأحاديثه وخطبه المسموعة والمرئية ، فقد كان خطيبا بارعا مفوها ، يصول ويجول فى كل مجال ، وهذا يدل على تمكنه وسعة اطلاعه، فقد كان حاضر البديهة ، متوقد الذهن ، وغير ذلك ، فمهما قلت فلن أوفيه حقه ، أسال الله عزوجل أن يرحمه رحمة واسعة ، وأن يحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وأن يجعل ماقدمه للعلم وأهله فى ميزان حسناته، وأن يجمعنا به فى الفردوس الاعلى من الجنه اللهم آمين يارب العالمين .»
– كلمة الأستاذ الدكتور/ أحمد علي ربيع (أستاذ أصول اللغة ورئيس القسم بكلية الدراسات العليا ووكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة):
” لقد كان الدكتور محمد متولي منصور- رحمه الله تعالى – مثلا يحتذى ونموذجا يقتدى به في خلقه وعلمه وحلمه وحسن سمته وهيئته، فهو اللغوي الأديب، والفصيح اللسن، والعالم المغوار ، وفارس المنابر الذي لا يدانيه أحد من أقرانه .
كان – رحمه الله – عف اللسان صادق القول وفيا لأصحابه وإخوانه ومحبيه ، مجاملا لكل المحيطين به من إخوان وأصدقاء وتلاميذ وعمال وموظفين ، كما كان مبسوط الكف واسع الندى لا يبقي شيئا في يديه ، يتفقد إخوانه ويسأل عنهم ويقف بجوارهم ويشاركهم الأفراح والأتراح ، كما كان هيّنا ليّنا شديد التواضع محبا لكل من حوله بارا بأهله شديد العناية بهم كثير الأنس معهم ، كما كان رحيما بطلابه يأخذ بأيديهم ويوصي بهم ويقف بجانبهم ويساعدهم ماديا ومعنويا .
شديد الأدب حال الاختلاف عفيف اللسان سريع العودة والصفاء ، غلب عليه خلق القرآن حيث نشأ في أسرة قرآنية جدا وأبا، فحفظ القرآن صغيرا وصدقت نية والده فيه ، فقد وهبه للعلم ودعمه في الطريق إليه، فحفظ القرآن صغيرا والتحق بالمعاهم متفوقا على أقرانه حتى ارتقى سلم المجد بداية من تعيينه معيدا ثم مدرسا مساعدا ثم مدرسا ثم أستاذا مساعدا ثم أستاذا، يغرس العلم في نفوس طلابه وينشره في ربوع الدنيا تلفازا ومذياعا ومنبرا، داخل مصر وخارجها حتى ذاع صيته وعلا نجمه وارتقى سلم المجد ونفع الله به البلاد والعباد، وظل على هذه الحال حتى أتاه اليقين وصعدت روح الفارس المغوار إلى بارئها راضية مرضية .
فسلام عليه في العالمين، ورحمات تتنزل على تلك الروح الطاهرة والنفس الوثابة والقلب الصافي في أعلى عليين مع النبيين والصديقين .”
– كلمة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الواحد الدسوقي (أستاذ أصول اللغة ووكيل كلية اللغة العربية بالمنوفية):
– “رحم الله من حفظ للعلم رحمه ، وأعطى له جهده وإخلاصه وطاقته وسائر ما أمكنه من الجد والاحترام والتقدير للصغير وللكبير ، ووقف عند الاحتياج إليه موقف المعلم الذي يزرع في من حوله أدب الحديث وطيب الكلم وخلق الحلم وأنفع العلم وأصحه وابقاه، ما رأيت أبش منه ولا أهش، أجهدت ذاكرتي في البحث فيها عن خروجه عن السياق المنتظر في الانفعالات من الغضب أو الإغضاب فلم أعثر على ماكنت منه أحذر، ولا أذكر له اندفاعا ، ولا تهورا ولا عن الخير انقطاعا، أما عن الكرم فحدث ولا حرج، ما امتن الله عليه بشيء إلا كان لبعيد الناس منه نصيب كما للقريب، وما قابلته في مكان إلا ووجدته يحمل من الطعام وحسن الكلام وحلوى المذاق ماتسر به النفوس وتشرئب له الرءوس، وكثيرا ما انتظرنا في الطرق يطمئن علينا ويحملنا على دابته إلى حيث نريد ، مؤثرا إيانا على نفسه فعلمنا ذلك وتعلمنا منه صور الإيثار ومظاهر الإبهار….
رحمك الله رحمة واسعة …
لسنا نسميك إجلالا وتكرمة … وقدرك المعتلى عن ذاك يغنينا
إذا انفردت وما شوركت في صفة … فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيينا “
– كلمة تلميذه الأستاذ الدكتور/ عصام فاروق (أستاذ أصول اللغة ووكيل كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين):
“رحم الله شيخي وأستاذي الأستاذ الدكتور/ محمد متولي منصور، فقد شرفت بالتلمذة على يديه في مرحلتي الماجستير والدكتوراة، بل كنت أول من أشرف عليه بعد حصول سيادته مباشرة على درجة الأستاذ المساعد عام 2003م، هو وفضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد التواب الأكرت – أطال الله عمره- فكنتُ كما كانا يقولان: ابنهما البكر.
كما شرفت بمرافقة أستاذي في مناقشة العديد من الرسائل العلمية، التي كنتُ موضع ثقة منه فيها، ويعلم الله أن شيخنا كان نقي القلب، عف اللسان، عالما ثبتا مفوها، محبا للعلم والعلماء، مشجعا للباحثين، مذللا العقبات التي قد تعترضهم في سبيل إتمام رسائلهم العلمية.
كان شيخنا مقدرًا لآل البيت موقرًا لهم، ذاكر ذلك كلما سنحت الفرصة إليه، كما كان مجاملا لأقصى حد يمكن تخيله، في المسرات يشارك فرحا مسرورا، سابغا على المجالس روح الوقار الممزوج بالدعابات المشروعة، وفي الأحزان تجده في طليعة الحاضرين المساندين، أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته خيرا.
إن فقدنا أستاذَنا ترك فراغا لم يسده أحد من بعده، بتلك التركيبة الإنسانية، الأبوية، العلمية، الدعوية، الإعلامية، عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران.
ستبقى ذكراك أستاذي وشيخي خالدةً في عقولنا، وسيبقى حبُّك نزيلَ قلوبنا، وستجني مما غرسته يداك في مؤلفاتك العلمية وحلقاتك الدعوية وتلمذة الكثيرين – وأنا منهم- عليك ما يثقل موازينك بإذن الله تعالى. ولن أنسى ما حييت ابتسامتك الحانية ولا ترحابك البادي ولا يديك الكريمتين المعطاءتين، سأروي ذكراك الطيبة للأجيال لعلها تتأسى بك وبسيرتك العطرة. “
* من توصيات أستاذنا الدكتور/ محمد متولي منصور ـ رحمه الله ـ في الدراسات الوطنية:
– جمعه وكتبه أحد أبنائه المجلّين له البارين به ممن كانوا ملازمين له ، الدكتور/ مصطفى الأعسر (أستاذ أصول اللغة المساعد بكلية اللغة العربية بالمنوفية):
“الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
وبعد: ففي الذكرى الأولى لرحيل أستاذنا وشيخنا العلامة اللغوي، والداعية النابغة، ألقي الضوء على بعض توصياته في مجال الدراسات الوطنية،
أ ـ حيث دعا أولي العلم وأهل الفكر، وأصحاب الرؤى، وقادة الرأي أن يشمّروا عن ساعد الجِدّ، من أجل أن يبحثوا عن حلول ناجعة لما أصيبت به البشرية جمعاء، بل الدول النامية، بل الدول العربية والإسلامية بخطر الإرهاب الذي أتى على الأخضر واليابس والذي تسربل معتنقوه برداء الدين، خاصة الدين الإسلامي، والإسلام منهم براء، وراحوا يعيثون في الأرض فسادا، ويزعزعون ثقة أبناء الإنسانية في قضية الانتماء الوطني، ويشيعون بين الناس بفكرهم الخبيث، وغرضهم الدنيء، ومكرهم الماكر أنه (لا وطن) و(لا انتماء).
ب ـ وفي بحث له بعنوان” العَلَّامَةُ المِصْرِيُّ الأَزْهَرِيُّ الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني (ت1367هـ = 1948م) حياتُه وآثارُه” الذي قدمه في ندوةٍ بكلية اللغة العربية بالقاهرة عنوانها « جهود علماء الأزهر في الدراسات اللغوية والتاريخية» والتي عقدت بمدرج الشيخ إبراهيم حمروش بكلية اللغة العربية بالقاهرة ـ جامعة الأزهر الشريف يوم الأحد 3 من رجب 1437هـ/ 10 من إبريل 2016م ذكر من نتائجه:
ـ أن الشيخ الزرقاني من العلماء الأزهريين القلائل الذين هضموا التراث هضما ثم اطلع على ما جَدَّ من علوم حديثة تخدم هذا التراث.
ـ بروز شخصية الشيخ الزرقاني في مؤلفاته حيث رجح بعض الآراء ووهّن بعضها الآخر مع سوق الأدلة على ذلك.
ـ سمو فكره وسلامة لغته وسلاسة أسلوبه.
ـ انبرى الشيخ الزرقاني للرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام في الداخل والخارج حول علوم القرآن وعلوم السنة.
ـ جمع الشيخ الزرقاني في مؤلفاته بين الجانب النظري والجانب التطبيقي.
ثم أوصى :
ـ أن نوجه رهطا من الباحثين والدارسين كل في مجال تخصصه لدراسة تلك الشخصيات الأزهرية العملاقة دراسة علمية متأنية خاصة في مرحلة التخصص (الماجستير) لنؤكد دور الأزهر قديما وحديثا في ريادة الفكر والذود عن القرآن والسنة لنرد بذلك علميا وعمليا على الهجمات التي يتعرض لها أزهرنا الشريف ليل نهار من قبل المخادعين والماكرين، ثم لنؤكد علميا وعمليا انتماءنا لوطننا الغالي(مصر) كنانة الله في أرضه.
ج ـ وفي خاتمة بحثه ” العَلَّامَةُ المصريُّ الأزهريُّ الشيخ حمزة فتح الله (1849 – 1918 م) وجهوده اللغوية” الذي قدمه لمؤتمر « جهود العلماء المصريين في الدراسات العربية والإسلامية» الذي عُقد بكلية دار العلوم ـ جامعة الفيوم يومي 15 : 16 مارس 2015م، أوصى ببعض الوصايا من أهمها:
الوصية الأولى: أن نعيد النظر في مناهجنا التي نقررها على أبناء اللغة في مختلف جامعاتنا ومعاهدنا وأن نستضيء بما خلفه هذا المفكر اللغوي حتى نعيد للغة أصالتها ولأبنائنا عزهم ومجدهم فكم عز أقوام بعز لغات.
الوصية الثانية: أن يقوم أحد الباحثين أو الباحثات بتقديم عمل علمي أكاديمي عن الشيخ/ حمزة فتح الله في رسالة علمية (ماجستير) حتى يكمل ما بدأناه، ويستقصي ما أوجزناه حتى نعطي عالمنا حقه.
الوصية الثالثة: أن تتبنى جامعاتنا المصرية عدة بحوث عنوانها الأكبر (المدرسة اللغوية المصرية) تسلط من خلالها الضوء على علماء مصر قديما وحديثا وفكرهم اللغوي حتى اذا ما أتينا عليهم تولت الدولة أو جانب من رجال الأعمال أو الناشرون طباعة هذا العمل العلمي الضخم لنقول للعالم: هذه مصر رائدة العلم والحضارة.. هذه مصر التي ما وجدت إلا لتبقى ، وستبقى مرفوعة الرأس موفورة الكرامة بإذن من قال (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) [يُوسُفَ: 99].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) موسوعة اللغويين العرب في العصر الحديث، أ.د/ علي إبراهيم محمد، أستاذ العلوم اللغوية بجامعة الأزهر والملك خالد وأم القرى، (صفحة فيسبوك) .
(2) من كتابات الدكتور / أحمد عيد، أستاذ اللغويات بجامعة الأزهر ، تحت عنوان (أعلام في حياتي الجامعية )، (منشور بفيسبوك)
(3) موسوعة اللغويين العرب في العصر لحديث .
(4) السابق .
(5) منشور بصفحة كلية اللغة العربية بالقاهرة، بعنوان ( لمحات من سيرة فقيد العلم ، فضيلة الأستاذ الدكتور محمد متولي منصور)، وذكر بعض من ذلك في نعي إذاعة القرآن الكريم له المذاع يوم وفاته .
(6) من كتابات الدكتور/ أحمد عيد .
(7) السابق .
(8) ينظر : صفحة كلية اللغة العربية بالقاهرة ، وموسوعة اللغويين العرب في العصر الحديث ، وبعضهم نقلناه عن الدكتور / حاتم أبو سعيدة.