حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

من روائع أمير الشعراء الأستاذ الدكتور/ علاء جانب [قصيدة]

أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة- جامعة الأزهر

أخاف من الشوق دون وصولٍ..
 لأنّ الحنين رديفُ الرحيل ..
ويصلبني الليل نضواً هزيلاً..
فيبكيّ عليّ النوى .. والنخيل
أسافر في ذكريات الليالي
لأنشَلني من زماني البخيل
فأمتص بالشمس لوناً حزيناً
بحضنٍ فقيدٍ .. وصوت هزيل
تبقّى قليلٌ.. من الكاس لكن
أخاف السُّدى .. وأخاف الأفول..
رأيت الذي صار عنه لساني
كليلا .. فلم أدر ماذا أقول !!
تَلاقفُنا الأرض حزناً لحُزنٍ
فنفنى ذبولا وراء ذبولْ
عرايا .. وقد أنكرتنا المرايا
ولما أفقنا ضللنا السبيل
ملامحنا كوجوه البغايا
وخلف المساحيق همٌّ ثقيل
نطلّ من النار .. وسواس قهرٍ
وأدمعنا في انتظار المسيل
 … أتينا .. أقمنا.. كبرنا ..
مضينا.. فناءٌ أتى .. وفناءٌ يزولْ
كأني على رعشة البحر ضوءٌ
ومسألةٌ .. ما لها من حلول
وفي آخر السطر حرف يتيمٌ
ونقطةُ صمت.. طويلٍ .. طويل
وحولي من الخلق ألوان طيف
تحدثني .. عن دخان الخليل
وعن قاتلٍ .. نسي العقل شيئا
فباء بإثم أخيه القتيل ..
وعن غدرة.. في ابن بنتِ نبيٍّ
وعن كاذبٍ .. من زمان جميل ..
وعن كل شيء وعن ضدّه..
 إذا أدهش الممكنُ المستحيل ..
كأني على جبلٍ من رياح ٍ
وطوفانُ نوح على بعد ميل ..
فلا الموج يغرقني مثل قومي
ولا للسفينة عندي دليل ..
أنا ريشةٌ في مهبّ الرياح
 .. تميل مع الزيف أنى يميل
فلا ثقة في الزمان بشيءٍ.
. ولا شيء .. إلا الضنا والرحيل

 

..

 

 

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu