Site icon كُنُوز الْعَرَبِيَّة

موج بلا ماء [قصيدة] للشاعر الأستاذ الدكتور/ عبد الحميد بدران

 

لا الموج موجي ولا مائي هنا مائي     
  أنسابُ موجا بلا مثوى وأعباءِ 
أنسابُ لا قارب يهفو إلى وطن    
  ولا ابن أم يذيق الخطو أنبائي
عين تحدّق لا سحب تراودها     
  ولا دموع الأسى تروي أسى النائي
أنساب نيلا فمن أرسى به دولا      
  ليست ترقّ على أمي وأبنائي؟
نيلا يقطّر دمع العين معذرة     
  والشاطئان: سئولٌ وابن إعياءِ
نيلا أقمت له في القلب منزلة  
  مذ كان في آدمي شوق لحوّاءِ
نيلا بطعم صبي خطّ مسكنه  
  وقال للطور لا تشقى بسينائي
نيلا حفظت له ما كان علمني   
  فصغتُ بالأمن تحت التوت إغفائي
نيلا سمعت أبي يحكي جسارته  
  لما تشكّل من رؤياه أعضائي
نيلا عرفت به طفلا بجعبته    
  سحر الجنوب على تمر وحنّاءِ
لا ماء .. من علم الريفي حكمته  
  وقال للنيل لا تشقى بأعبائي
لا ماء.. كان أبي نبتا لخضرته  
  إذ أرّخ الموج بالأغصان أشيائي
 (ارجع) رجوت أبي .. ما موجة سمعت     
  ولا استراح لنبض الموج إصغائي
(ارجع ) رجوتُ أبي والدمع أخجله  
  ما كان يدري يقينا صولة الداءِ
ما عدتُ أنساب موجا في نضارته     
  سحر العيون على أجفان لألاءِ 
ما عدتُ أنساب ذاب الموج منسحبا  
  فاعتلت الآه من حبّ وبغضاءِ
أحتاجُ موجا فمن أرسى به سبلا   
  ليست تجيب سوى أضغاث أنواءِ
موجا  بطعم غريب ضلّ مسكنه  
  ما ذاق إلا سُدى أقوال وشّاءِ
موجا وليت المدى يصغي لزرقته  
  وليت من أخبتوا للذل أعدائي
أنساب .. تصغي الرؤى لا موج يعصمها    
  يا راكب الفلك هل مائي هنا مائي؟