Site icon كُنُوز الْعَرَبِيَّة

(شاطئ القمر) قصيدة للأستاذ الدكتور/ عبد الحميد بدران

وينعسُ شاطئ وينام ظلُّ   
فمالك أيها القمر المطلُّ 
تُعيدُ إلى شواطئنا الحكايا   
كأنك عاشق والليل خِلُّ 
كأنك ذورق يُرسي الحيارى 
على شطآن من وصلوا وضلّوا 
تُعيدُ.. كأننا عدنا صغارا   
على شفتيك نرقب ما يحلُّ 
وفي عينيك أشواق الصبايا  
وفي جَفْنَيْكَ سُهد يستهلُّ
كأنك عاشق والليل صبّ   
ينادي وابلا فيُجيب طلُّ 
كأنك ..ما لليلك مستهامٌ   
وخدّك من شجونك لا يُبَلُّ   
تُعيدُ .. ومَن بغيرك كان صبا    
بقلب هائم وهْوى يَدُلُّ 
تُطلّ من النوافذ كالحكايا    
وتلتحف الرؤى طيفا يُظلُّ 
وتعبرُ في جوانحنا بقاعا  
لها في كل سانحة محلُّ 
وتُرخي بين أعيننا اشتياقا  
لليل لا يرقّ ولا يملُّ
سألتكَ بالدموع وبالحيارى  
وأنصار التوله حيث حلّوا 
سألتك بانتفاض الروح شوقا   
إلى مأوى يُجير من استظلّوا 
سألتك بالشواطى حيث باحت   
لأمواج تمور بما تُقلُّ
ونحن على جفونك لا نبالي  
أحلّ الليل عندك أم يحلُّ  
سينعسُ شاطئ عزف الحكايا  
ويسهرُ بعده وردٌ وفلُّ 
سينعسُ حيثما تغدو قريرا    
فهل سينام ضوؤك أم يُطلُّ؟