حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

الآثار القاسية المترتبة على ” إنكار المجاز ” [6] .. بقلم أ.د/ محمود مخلوف

أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بأسيوط- جامعة الأزهر

     ولقد ذهب جمع من علماء المذهب ( الحنبلي ) إلى جواز تعلم علم الكلام .. منهم : ابن حامد , والتميمي , والقاضي أبو يعلى الحفيد , والسفاريبن ـ وجعله فرض عين على كل نبيه ـ وابن حمدان , والبهوتي , وجعلوه الصحيح من المذهب.

علماء الحنابلة 182 , 183

    وكان للأئمة في حياتها مواقف عملية ، تأخذ حكم الفتوى الشرعية .. فالإمام أحمد ــ رضى الله عنه ــ اضطر للسير في  مجادلة الخصوم خطوات ,، قدَرها بقدرها ، ثم توقف , ورفض أن يتعمق أكثر من هذا ..

    وبعض معاصريه وأقرانه رأوا وجوب تتبع كلام المعتزلة ، والجهمية ، والشيعة وغيرهم  تحصينا للأمة , وحفاظاً على عقيدة المسلمين .. من هؤلاء : الحارث المحاسبي , والكرابيسي   

وابن كلاّب , والقلانسي وغيرهم كالبخاري , ومسلم , صاحبى الصحيحين , وداود بن علي الظاهري , وأبي جعفر الطبري , شيخ المفسرين , وأبي ثور , وغيرهم ممن سار خطوات بعد الإمام أحمد في دفع شبهة خصوم أهل السنة .

       وقد هجر أحمد أكثرهم , وصار بين معظم مقلديه وبين هؤلاء ومن سار على نهجهم خصومة أشد …   مع أن هذه المسائل التي تعرضوا لها خفيفة لا توجب تفسيقاً ولا تبد يعا .. ويكفي المرء العاقل أن يتوقف في مسائل اختلف فيها ـمع رأي أحمد بن حنبل ـ البخاريُّ ومسلم , وابن كلاّب , والقلانسي , ثم أبو جعفر الطبري .. فمع أي الفريقين يميل ؟ وهل يرضى عاقل منصف متثبت أن يصف البخاري ومسلم والطبري بالبدعة , أو الخروج من سبيل السلف الصالح ؟

فإذا امتنع ــ وهو الواجب المحتم ــ فليتأدب مع من شاركهم أقوالهم ، وسار معهم خطواتهم كالكرابيسي , والمحاسبي , وابن كلاّب , والقلانسي … وليحذر ثم ليحذر ثم ليحذر خصومة هؤلاء الأئمة عند قنطرة المقاصة يوم القيامة .

        ثم إنني ازداد يقيناً يوماً بعد يوم من صواب تعليق بعض شيوخ الدعوة  الكبار , على حديث : ( وستفترق أمتي إلى بضع وسبعين فرقة … ) فقال الداعية الكبير ـ رحمه الله ـ ” ومن أكبر أسباب افتراق الأمة في زماننا ” الريال السعودي ” , يقصد  إلى توظيفه في تحريك غير قليل  من الدعاة والدارسين إلى نشر فكرهم الخاص , الذي يخالف في مسائل وأحكامٍ غير قليلة المذاهبَ الأربعة في الفقه والاعتقاد !!!            ولبيان هذا حلقات خاصة يعين الله على إتمامها ..

 

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu