الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
وبعد،،،،،
فالدراساتُ الصوتيةُ تُعد أهمَ المستوياتِ التي يهتم بها دارسوا اللغاتِ في العالمِ، فهي اللبناتُ الأُولى التي تتشكلُ منها العمليةُ الكلاميةُ بأسرِها، والاهتمامُ بها يؤتي ثمارَهُ في مجالاتٍ متعددةٍ، وعن طريقِها يمكن أنْ نُقدمَ خدماتٍ جليلةً لقطاعاتٍ كبيرةٍ من الناس، فهي وسيلةٌ للنطق السليمِ والأداءِ الجيد، وهي تقي اللسانَ من الخطأ واللحن، وهي – أيضًا – تكشفُ لنا كثيرًا من الغموض الذي يحيطُ ببعض الظواهرِ اللهجيةِ، كما تُقدمُ خدماتٍ قيِّمةً للمعاقين نطقيًا وضِعافِ السمعِ وغيرها… .
وقد اعتنى علماء اللغة العربية ومن تابعهم من علماء التجويد بالدرس الصوتي، ودراسة الأساليب الصحيحة في النطق بالحرف العربي، وقدموا لنا صورًا واضحة عن مخارج الأصوات وصفاتها، والظواهر الصوتية التي قد تطرأ على اللغة.
ولقد آثرت اختيار ” الدرس الصوتي عند الأستاذ الدكتور عبد الغفار حامد هلال دراسة تحليلية نقدية” لما لشيخنا من باعٍ طويلٍ في الدراسات اللغوية عمومًا، والدراسات الصوتية خصوصًا.
ويتناول هذ البحث دراسة بعض الظواهر اللغوية من الناحية الصوتية عند الدكتور عبد الغفار فكنت أعرض آراء بعض العلماء العرب القدماء في تلك الظاهرة ثم أعرض آراء علماء محدثين ثم يأتي حديث أستاذنا عنها، سواء أكان ردًّا على رأي أو شرحًا أو توضيحًا أو تعليقًا أو استدراكًا أو غيره من أوجه المعالجة، مع التركيز على بيان وجهة نظره، وبيان شخصيته والتركيز عليها، وجاءت فصول الرسالة على النحو الآتي:
الفصلُ الأولُ: الأصواتُ المفردةُ، واشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: دراسةُ المخارجِ.
المبحث الثاني: دراسةُ الصفاتِ.
الفصلُ الثاني: الأصواتُ اللغويةُ داخلُ السياقِ، واشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الأصواتُ داخل التركيب.
المبحث الثاني: الملامح الأدائية.
الفصل الثالث: علمُ الأصواتِ والمجالاتِ الأخرى (العلاقاتِ والتوظيفِ)، واشتمل على مبحثين:
المبحث الأول: الدراسةُ الصرفية الصوتية.
المبحث الثاني: علمُ الأصواتِ والتجويدِ.
هذا وقد توصلت الدِّراسة إلى عدة نتائج، أبرزها:
- اهتمام أستاذنا بذكر المصادر المختلفة، وهذا له الأثر الكبير في فهم الظاهرة، ومعرفة أوجه اختلاف العلماء فيها.
- كان من منهجه أنَّه يورد الآراء المختلفة حول المسألة والترجيح بينها، وأحيانًا يتخذ موقفًا وسطًا بين الآراء، وتكون ترجيحاته في معظم الأحوال مسببة، كذلك عند رد رأي أو رفضه يكون الرد أو الرفض مُسَببًا.
- اعتماده على مبادئ الدرس الصوتي الحديث في اختيار مذهب من المذاهب الاختلافية في قضية صوتية معينة مثل اعتماده على النظام المقطعي للغة العربية الذي يقتضي أن يكون أول المقطع صامتا وما يليه متحركا.
- الدفاع عن القدماء، والتصدي لمن يخطئهم أو يقلل من شأن دراساتهم، وانتصاره لهم في أغلب المواضع، من ذلك قوله: وتظهر الدقة في أجلى صورها عندما ننظر إلى التحديد الذي ذكره سيبويه، وتبعه ابن جني لمخرج اللام، على حين اكتفى المحدثون بوصفهم لها بأنه يتكون باتصال طرف اللسان بأصول الثنايا.
- وصفه لتعبيرات الأقدمين وأوصافهم للمخارج بالدقة، ومن ذلك تفضيله الأصوات اللهوية والشجرية الواردة عند القدماء على نظرائها عند المحدثين.
- لم يوافق أستاذنا ابن جني فيما ذهب إليه من أن الأصول المتروكة لم تستعمل مطلقًا، في أي زمن مضى، ولو أنَّ ابن جني حدد ذلك بما بعد عصر تهذيب اللغة، ونزول القرآن الكريم بها، لكان حكمه مقبولا.
واللهَ تعالى أسأل أن أكون قد وُفِّقتُ فيما قصدتُ إليه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، هو نعم المولى ونعم المصير. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الباحثة: أسماء أبواليسر الشرقاوي (المعيدة في قسم أصول اللغة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان).
نوقشت هذه الرسالة ظهر يوم الثلاثاء 30 من محرم 1443ه الموافق 7 سبتمبر 2021م، في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات كفر الشيخ، وحصلتُ على تقدير ممتاز.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة:
الأستاذ الدكتور/ عصام فاروق إمام (مشرفا أساسيًا).
الأستاذ الدكتور/ أحمد علي محمود ربيع (مناقشًا خارجيًا).
الأستاذ الدكتور/ عادل محمد حسن (مناقشًا داخليًا).