أحيانًا يتصارعُ الإنسانُ معَ نفسهِ التي بينَ جنبيهِ وطبيعتِها المترنحةِ بينَ الخيرِ والشرِ:
أَجْلِسُ وَحْدِي
وَكَأَنِّي أَسْمَعُ
خَرِيرَ المَاءِ فِي أُذُنِي
وَعُصْفُورًا يَشْدُو
لَحْنًا عَذْبًا تَطْرِبُ الأَذَانُ لَهُ
وَبَيْنَمَا أَنَا هَكَذَا
فِي اسْتِرْخَاءَ
وَإِذَا بِي أَسْمِعُ
ذِئْبًا يَعْوِي
يَطْغَى صَوتُهُ
فَوقَ صَوتِ المَاءِ وَالَّلحِنِ
فَيُعَكِرُ صَفْوًا
وَيُشَتِتُ فِكْرًا
فَيَسْبَحُ عَقْلِي
فِي بَحْرٍ مِنْ أَلَمٍ
بَحْرٍ مِنْ كَدَرٍ
أَتَذَكَرُ مَا فَعَلَتْ
تِلْكَ الأَعْضَاءُ مِنْ إِثْمٍ
وَإِذَا بِأُذُنِي
تَسْمَعُ زَئِيرَ أَسَدٍ يَزْأَرُ
يَطْغَي فَوقَ عِواءِ الذِئْبِ
لِيُحَطِمَ قُيُودَ الفْكِرِ
فِكْـــرٍ فِي أَوهَــامٍ شَتَّى
لَا تُجْدِي
فِيهَا شَرٌ أَو شُرُورٌ تُنْسِي
تُنْسِي خَيرًا
أَو خَيْرِاتٍ كُثْرًا
وَ إِذَا بِالأَسَدِ يَأْوِي
إِلَى ظِلِ شَجَرٍ
مُتَمَايِلِ الأَغْصَانِ رَطِبِ
لِيَجْلِسَ نَحْوِي
نَسْمَعُ خَرِيرَ المَاءِ وَالَّلحْنِ
وَإِذَا بِالأَسَدِ أَحْيَانًا يَرْحَلُ
وَأَحْيَانًا أُخْرَى يَأْتِي
فِإذَا رَحَلَ اسْتَأْنَسَتُ بِعِوَاءِ الذِئْبِ
وَإِنْ يَأْتِ
وَكَأنَّ أُذُنِي
صُمَّتْ عَنْ سَمَاعِ صَوتِ الذِئْبِ
وَهَكَذَا… فَأَنَا أَحْيَانًا أَعْوِي
وَ أَحْيَانَا أُخْرَى
أَزْأَرُ كَالْأَسَدِ
وَتُنْصِتُ أُذْنِي
لِصَوتِ الخَيْرِ الْأَبَدِي