Site icon كُنُوز الْعَرَبِيَّة

(ما لم تقله العين) قصيدة للأستاذ الدكتور/ عبد الحميد بدران

نيرانُ شوقي أذكت حرّ أنفاسي
ومن يُجير الجوى مِن قلبك القاسي
مُذْ أيقن الجفنُ أن الدّمع حيلته
والمصطلون بنار العشق جُلاسي
بُرئي من الشوق أن أغدو بلا هدف
أحدّث النفسَ عن سُهْدي وَوَسْواسي
فلا تقرّ بعيني بسمة شردتْ
ولا يرقّ لدمع العين حرّاسي
فمنْ يبثُّ الرُّقى في القلب أمنية
فيها التبتل من ورد ومنْ آسِ؟
فقد عشقت هوى في القلب أثمله
وبتُّ أضربُ أخماسي بأسداسي
أنسابُ صبّا يُعيدُ العشقُ هيكله
كيما تكوني على العينين والرّاسِ
وأُتبعُ الروح لا أشقى بلوعتها
ما دمت فيها سكون الليل للناسِ
فمن يجير الجوى من جوف معتكف
يشتاق ليلا بلا نبض وأنفاسِ
وهبتك الروح فاستغشي نضارتها
يا من بليل الجوى أوقدت نبراسي
مُنِّي على مدنَفٍ ما عاد يُطربه
إلا عيون تصبّ الشّوق في الكاسِ
مُنِّي عليه فقد أمسيتِ قبلته
ولا تفيئي لعدل أو لقسطاس
مُنِّي فموج الجوى في القلب أغرقني
وما يقرّ بجنح الليل إيناسي
مُنِّي فلا منتهى للقلب أعبره
إلا وينبضُ في لقياك إحساسي
مُنِّي عليّ ففي الأحداق أسئلة
تكاد تُشهر في عينيك إفلاسي