الاسم وعلاماته
لِسائل أن يسأل: كيف أعرفُ الاسمَ، من الفعل، من الحرف؟
لقد وضع النحاة بعض العلامات التي يمكن من خلالها التعرَّف على كل نوع من هذه الأنواع، فوضعوا للاسم علامات، من هذه العلامات ما يدخل على أول الاسم، ومنها ما يكون في آخره:
فمما يكون في آخره:
- الجرّ: فإذا كانت الكلمة مجرورةً فاعلم أنها اسمٌ. ومثال ذلك ( من المسجدِ الحرامِ) فكل من (المسجدِ) و (الحرامِ) اسمٌ؛ لأن كلًا منهما مجرورة.
- التنوين: وهو عبارة عن نون تنطق آخر الكلمة، وتكتب ضمتين أو فتحتين أو كسرتين، مثال ذلك: (محمدٌ، محمدًا، محمدٍ).
ومما يدخل على أول الاسم:
- الألف واللام، وذلك مثل كلمة (الرجل) فـ (رجل) اسمٌ؛ بدليل دخول الألف واللام عليها.
- أدوات النداء، وذلك مثل: (يا معهدُ) فالمعهد اسم؛ لأنه وقع بعد أداة النداء.
- حروف الجر: فإذا دخلتْ واحدة منها على كلمة فاعلم أن هذه الكلمة اسمٌ.
ومن حروف الخفض ما يلي:
- مِن: من معانيها التبعيض، في مثل قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث)، أي: بعض الناس.
- إلى: من معانيها الانتهاء المكاني، في مثل قوله تعالى: (إلى المسجد الأقصى) أي: أن الرحلة انتهت بالوصول إلى هذا المكان.
- عن: من معانيها المجاوزة، ومنه قوله تعالى: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ). أي: أجاوزه.
- على: من معانيها الاستعلاء، ومنه قوله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ)
- في: من معانيها الظرفية، ومنه قوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن).
- رُبَّ: من معانيها التكثير، ومنه: رب مجتهد ينجح.
- الكاف: من معانيها التشبيه، ومنه قوله تعالى: (كباسطِ كفيه إلى الماء)
- اللام: من معانيها المِلك، ومنه: القلم لمحمد.
حروف القسم (وهي من حروف الجر أيضًا):
- الواو: ومنه قوله تعالى: (والنجمِ إذا هوى).
- الباء: ومنه قوله تعالى: (وقالوا بعزةِ فرعون)
- التاء: ومنه قوله تعالى: (وتالله لأكيدن أصنامكم).
فإذا وجدت في بداية الكلمة الألف واللام، أو إحدى أدوات النداء، أو أحد حروف الجر، أو وجدت في آخرها الجر أو التنوين فاعلم أنها اسمٌ.
** أقول إذا وجدت هذه العلامات حكمتَ على الكلمة بالاسمية، فإذا لم تجدها فأدخلها على الكلمة أو ألحقها بها؛ فإن قبلتها فهي اسمٌ وإلا ففعلٌ أو حرفٌ.
مثال ذلك كلمة (مصحف) أنت لم تجد علامة من العلامات التي تحدثنا عنها في هذه الكلمة، فهل معنى ذلك أنها ليست اسمًا؟
أقول: لا، هي اسم بدليل أنك تستطيع أن تُدخل عليها الألف واللام، فتقول: المصحف، أو حروف الجر، فتقول: في مصحفٍ، أو التنوين، فتقول: مصحفٌ، مصحفًا، مصحفٍ.
فائدة:
** لعل سائلا يسأل: لماذا جعلنا كلا من حروف الجر والجر علامةً مستقلةً؟
*** أقول: لأن الخفض قد يكون بالحرف أو الإضافة أو التبعية، وقد اجتمعت في (بسم الله الرحمن الرحيم) وسيأتي تفصيله إن شاء الله تعالى.
كما أن حرف الجر قد يدخل على بعض الكلمات فلا تظهر عليها علامة للخفض، في مثل: (عليهم) فــ (على) حرف جر، دخل على (هم)، ولذلك نحكم على (هم) بأنها اسم، حتى وإن لم تظهر عليها علامة للجر، ولكن حكمنا عليها بالاسمية لدخول حرف الجر.