الأبجدية الأردية :
يقول الدكتور يوسف عامر في كتابه ” في قواعد اللغة الأردية ” تشتمل الأبجدية الأردية على حروف [ أصوات ] عربية ، وحروف فارسية ، وحروف هندية .
أولا : الحروف [ الأصوات ] العربية :
- الهمزة [ ء ] وتنطق كما في العربية ، وهي على نوعين :
الأول : همزة مفردة ، مثل حقائق ، ومصائب ، خدائى [ إلوهية ] ، خودرائى [ الاستبداد بالرأي ] ، وهذه الهمزة تكتب همزة ولكنها تنطق ياء ، والكلمات العربية
والفارسية التي تبدأ بالهمزة تنطق همزتها ، ولا ترسم فوق الألف مثل افسانه [ قصة قصيرة ] بدون رسم الهمزة على الألف .
الثاني : همزة المد ، مثل آم [ مانجو ] ، آدمى [ رجل ] ، آسمان [ السماء ] ، آيت [ أية ] .
- ا [ ألف ] أو الفتح الطويل .
تنطق مفخمة مثلما تنطق في لفظ الجلالة ” الله ” ولفظ ” الطائر ” ، فنقول : كتاب ، باغ [ حديقة ] ، خدا [ الله ] .
- ب : ينطق كما في العربية ، مثل : بات [ حديث، أمر ] ، بلى [ قطة ] .
- ت : ينطق كما في العربية ، تجارت [ تجارة ] .
- ث : ينطق مثل حرف السين [ س ] في العربية ، ثابت [ سالم ، ثابت ] .
- ج : ينطق كما في العربية الفصحى ، جديد [ جديد ، حديث ] .
- ح : ينطق كحرف الهاء في العربية ، مثل حرف [ حرف ] .
- خ : ينطق كما في العربية ، خادم [ خادم ] ، خاله [ خالة ] .
- د : ينطق كما في العربية دال ، [ عدس ] .
- ذ : ينطق كحرف الزاي [ ز ] في العربية ، ذليل [ ذليل ] .
- ر : ينطق كما في العربية ، رات [ ليل ] .
- ز : ينطق كما في العربية ، زبان [ لغة ، لسان ] .
- س : ينطق كما في العربية ، سال [ سنة ، عام ] .
- ش : ينطق كما في العربية ، شام [ مساء ] .
- ص : ينطق كما في العربية ، صحت [ صحة ] .
- ض : ينطق مثل [ ظ ] في العربية ، ضرورى [ ضروري ، لازم ] .
- ط : ” طوي ” : ينطق طاء مرققة ، طالب [ طالب ] ، خط [ رسالة ] .
- ظ : ينطق ظاء مرققة ، ظلم [ ظلم ] ، ظرافت [ فكاهة ] .
- ع : ينطق همزة ، علم [ علم ] .
- غ : ينطق كما في العربية ، غبار [ غبار ، أتربة ] .
- ف : ينطق كما في العربية ، فرصت [ فرصة ] ، فوج [ جيش ] .
- ق : ينطق كما في العربية مع شيء من الترقيق ، قلم [ قلم ] .
- كـ : ينطق كما في العربية ، كتاب [ كتاب ] ، كار [ عربة ] .
- ل : ينطق كما في العربية ، لحاف [ لحاف ] .
- م : ينطق كما في العربية ، مشرق [ شرق ]، مصروف [ مشغول ] .
- ن : ينطق كما في العربية ، نقصان [ خسارة ] .
- ں ” نون غنة ” : ينطق بالغنة كحرف النون في قوله تعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) يس : 82 .
- و : ينطق كحرف [ V ] في الإنجليزية .
- هـ : ينطق كما في العربية ، إذا وقعت في آخر الكلمة متصلة تكتب مثل الهاء في خط الرقعة مثل مدرسه ، وإذا وقعت في وسط الكلمة تكتب هكذا : بہار [ الربيع ] ، أي مثل هاء خط الرقعة في وسط الكلمة وتوضع تحتها علامة الفصلة ، وإذا وقعت في آخر الكلمة وغير متصلة بالحرف السابق لها تكتب هكذا : بنده [ عبد ، رجل ] ، كمره [ حجرة ] ، وإذا وقعت في أول الكلمة تكتب هكذا : ہاجر [ هاجر ] ، ہميشه [ دائما ، أبدا ] .
- ى : ينطق كما في العربية ، يہودى [ يهودي ] .
- ے ” ياء الإمالة أو ياء مجهولة ” وتنطق ما بين الفتح الطويل والكسر الطويل ، مثل : عينكـ [ نظارة ] .
ثانيا : الحروف الفارسية :
- پ : ينطق كحرف ” P ” في اللغة الإنجليزية ، پاني [ ماء ] ، پاکستان [ باكستان ] .
- چ : ينطق كحرفي ” CH ” في الإنجليزية ، چار [ العدد 4 ] .
- ژ : ينطق مثل نطق” J ” في الإنجليزية ، ژرف [ عميق ] ، ژاله [ ضباب ، برد قارص ] .
- گ : ينطق مثل نطق” g ” في الإنجليزية ، گلی [ حارة ] ، گل[ وردة ]. ثالثا : الحروف الهندية :
- ٹ : التاء الطائية ، وهي تاء يوضع بدلا من نقطتيها طاء صغيرة ، وتنطق بضرب طرف اللسان فيما بين الحنك الأعلى والأسنان مع ضغط الهواء مثل ، ٹـما ٹـر [ طماطم ] .
- ڈ : الدال الطائية ، وهي دال يوضع فوقها طاء صغيرة ، وعند نطقها يراعى ما روعي عند نطق التاء الطائية .
- ڑ : الراء الطائية ، وهي راء يوضع فوقها طاء صغيرة ، وتنطق كما ينطق الألدغ العربي حرف الراء ، لـڑائى [ حرب ] .
رابعا : الحروف المركبة :
هي حروف مركبة من حرفين ، ولكنهما ينطقان في صوت واحد لأنهما حرف واحد ، وهي كالتالي :
[ بهـ ، پهـ ، تهـ ، ٹـهـ ، جهـ ، چهـ ، دهـ ، ڈهـ ، رهـ ، ڑهـ ، كهـ ، گهـ ، لهـ ، مهـ ، نهـ ] .
ملاحظات :
1- تُستخدم الحركات في اللغة الأردية كما في العربية : الفتحة ويقال لها ” زَبَـر” ، والكسرة ويقال لها ” زيـر” ، والضمة ويقال لها ” پيش “ ، والسكون ويقال له ” جزم “ ، ويُستخدم المد في الأردية مثل آم [ مانجو ] ، آج [ اليوم ] ، ويُستخدم التشديد مثل كُتّا [ كلب ] ، ويُستخدم التنوين مثل اتفاقًا [ صدفة ] .
2- تستخدم اللغة الأردية أيضـًا الألف المقصورة مثل فتوى .
3- لحرف الهاء في الأردية حالتان في النطق :
- الهاء المنطوقة مثل راه [ طريق ] ، واه [ أحسنت ] .
- وهاء تنطق نطقا خفيفا مثل ناله [ عويل ، بكاء ] ، بنـگله [ منزل ] .
4- للواو في الأردية حالتان من النطق :
الحالة الأولى : الواو المنطوقة ، وهي على ثلاثة أنواع :
- الواو المعروفة : وهي التي تنطق ضمة طويلة مشبعة كالواو في نور [ نور ] ، منظور [ موافق ] ، حور .
- واو مجهولة : وهي التي تنطق نطقا خفيفا مثل شور [ ضجة ] ، زور [ قوة ] .
- الواو التي تنطق كحرف ” V“ في الإنجليزية مثل وطن ، وزير .
الحالة الثانية : الواو غير المنطوقة ، وهي واو تكتب ولا تنطق إذا وقعت بين الخاء والألف ، مثل درخواست [ طلب ] ، خوارزم ، خواہـش [ رغبة ] .
5- هناك أربع طرق لكتابة حرف الهاء :
1- ہــ : إذا جاءت في أول الكلمة مثل : ہــند ، ہــدى ، ہــدايت .
2- بـہـــار [ الربيع ] : إذا جاءت في وسط الكلمة .
3- مدرسه : إذا جاءت في آخر الكلمة متصلة .
4- كمره [ حجرة ] : جاءت في آخر الكلمة منفصلة ([1]) .
الوصف والتحليل:
إذا ما توقفنا عند النص السابق بالمنهج التحليلي سوف نجد مجموعة من الحقائق التي يجب التوقف عندها وتأملها ومن تلك الحقائق ما يلي :
1- تستخدم الأبجدية الأردية معظم حروف الأبجدية العربية – إن لم يكن جميعها – ففي النص السابق ذكر المؤلف جميع حروف الأبجدية العربية الثمانية والعشرين وهذا يعد أثرا بالغ الوضوح والأهمية في تأثير اللغة العربية على لغة الدولة الأصلية ، ومن المعلوم أن عدد حروف الأبجدية الأردية يصل إلى واحد وخمسين حرفا منها ثمانية وعشرين حرفا عربيا ، أي أن الحروف العربية تمثل نسبة تصل إلى 55% من حروف اللغة الأردية ككل ، بالإضافة إلى أن بقية النص يرصد حضورا غير واضح للغة الفارسية ، التي تستخدم منها الأردية أربعة حروف ، واللغة الهندية التي تستخدم الأردية منها ثلاثة حروف في حين أنها تستخدم كل حروف الأبجدية العربية .
2 – من الملاحظ – بما لا يخفى – أن معظم الحروف التي ذكرها الدكتور يوسف عامر تنطق كما تنطق في اللغة العربية بنفس مخرج الصوت ، فالباء باء ، والتاء تاء وهكذا ، وربما اختلف عدد قليل منها في تماثل النطق ، مثل حرف الثاء الذي ينطق [ سينا ] ، وحرف الحاء الذي ينطق [ هاء ] ، وحرف الذال الذي ينطق [ زايا ] ، وحرف الضاد الذي ينطق [ ظاء ] ، وحرف الواو الذي ينطق كحرف ” V“ في اللغة الإنجليزية .
وتماثل الأصوات في مخارجها وصفاتها ما هو إلا دليل دامغ على أثر اللغة العربية على لغة المجتمع الباكستاني ، الذي تعبد بلغة القرآن في صلاته وقراءته للقرآن والسنة النبوية ، وطوَّع لسانه على نطق أصواتها كما هي بكل صفاتها اللغوية كأصوات الجهر والهمس واللين ، كما طوَّع لسانه للترقيق والتفخيم وخلافه ، وربما أن بعض الأصوات تغير مخرجها – وإن كانت قليلة – بسبب ما وجدوه من تقارب في المخرج بين الصوت الأصلي والصوت المنطوق ، فعلى سبيل المثال فصوت الحاء الذي ينطق [ هاء ] كلاهما حلقي المخرج ، وكذلك صوت الذال والزاي وصوت الثاء والسين فكل منهما متقاربان في المخرج ، فصوت الذال والثاء من أصوات طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا ، وصوت الزاي والسين من أصوات طرف اللسان مع أطراف الثنايا السفلى ، وأما صوت الضاد التي ينطق [ ظاء ] فنجد الكثير من الدول العربية كالسعودية وغيرها في قراءتهم للقران الكريم ينطقون الضاد ظاء ، وعليه فإن كانت اللغة العربية قد نقلت الأبجدية العربية بكامل عددها للأردية فإنها أيضـًا قد نقلتها بمخارجها وصفاتها الصوتية .
وتجدر الإشارة هنا إلى كيفية وصول الأصوات والحروف العربية إلى اللغة الأردية ، فمن المعلوم أن ” اللغة السندية أخذت الحروف العربية كلها ، ثم انتقلت هذه الحروف إلى اللغة الأردية كما هي ، بل زادت حروفٌ أخرى من الفارسية لم تكن موجودة في السندية مثل : ب ـ ج ـ ز ـ كَـ ، والحروف العربية أيضـًا تشترك مع الحروف الهجائية الفارسية في كثير من الأصوات ، أما الأصوات غير المشتركة بين الفارسية والعربية الموجودة في الأردية فتمثل أصواتا هندية أصيلة مثل …. تهـ ـ جهـ ـ دهـ ـ كهـ … ([2]) .
كما يجب الإشارة إلى أن اللغة الأردية اشتملت على مجموعة من الحروف المختلفة كتابيا المتماثلة صوتيا ، فهناك مجموعة من الأصوات تتماثل في نطقها رغم اختلافها كتابة وإملاء مثل :
أ – [ ز ـ ذ ـ ض ـ ظ ] فهذه أربعة حروف مختلفة في الكتابة ، لكنها تنطق مثل حرف [ Z ] في اللغة الإنجليزية .
ب – [ ث ـ س ـ ص ] وهذه الحروف تنطق مثل حرف [ S ] في اللغة الإنجليزية .
ج – [ ت ـ ط ] وهذان الحرفان يؤديان صوت [ T ] .
د – [ ح ـ هـ ] وهذان الحرفان يؤديان صوت [ H ] .
هـ – [ ع ـ أ ] وهذان الحرفان يؤديان صوت [ A ] .
وقد اتفق بعض علماء الأردية على ضرورة بقاء هذه الأصوات كما هي مع أنها تستعمل لصوت واحد ، أما في اللغة العربية لكل حرف من هذه الحروف صوت خاص ومستقل ، واختلف البعض الآخر منهم حيث يرى أنها أصوات زائدة ، ويجب إخراجها من اللغة الأردية ، إلا أنه رغم كل ذلك فإن هذه الحروف تؤدي إلى دلالات مختلفة رغم تماثلها صوتيا ، فمثلا إذا كان الأردي ينطق كلا من كلمتي ” عَمِّي ـ أُمِّي ” بطريقة واحدة ، فإن كل كلمة منهما لها دلالة خاصة ، فالعم هو شقيق الأب ، أما الأم فدلالتها معروفة ، وعليه فنحن أمام تيارين لعلماء الأردية :
الأول : يدعو للتخلص من هذه الأصوات مع استدلالهم بأن وجود هذه الأصوات تدل على أثر اللغة العربية والفارسية على الأردية ، وهو الذي يمنعنا من إخراج هذه الأصوات ، وتمثل عنادا ضد العربية والفارسية .
والثاني : يؤكد على ضرورة بقاء هذه الأصوات في الأردية باستدلالهم بأن إخراج هذه الأصوات سوف يؤدي إلى انهيار الأردية وتفكيكها ، ولعل هذه القضية تجعلنا نتناول أيضـًا الحروف التي وصلت إلى اللغة الأردية بشكل غير مباشر – عن طريق اللغة الفارسية – وحيث أن بعض الفاتحين المسلمين القاطنين في بلاد الفرس قد قاموا بفتح بلاد السند والهند ، وكانت لغتهم الفارسية ، واستخدموا لغتهم في رسائلهم وتعاملاتهم مع أهل هذه البلاد ؛ فقد أصبحت الفارسية اللغة الرسمية ولغة الحكم ، وبالبرغم من أن الشعب الهندي رفض الفارسية في بداية الأمر ، إلا أنهم سرعان ما تعلموها وأتقنوها ، وكانت اللغة الفارسية تشتمل على الكثير من الحروف والمفردات العربية بعد الفتح العربي لبلاد الفرس في العصر العباسي في عصر الخليفة المأمون ، وأصبحت العربية اللغة الرسمية للبلاد ، ومن ثم فقد أثَّـرت بشكل كبير على اللغة الفارسية .
وبعد أن فتح الغزنويون بلاد الهند ، وتتابعت الغزوات والفتوحات ، وأقام المغول الحكومة الإسلامية في بلاد الهند ، وأصبحت الفارسية اللغة الرسمية للبلاد انتقلت الحروف والمفردات والتراكيب العربية من الفارسية إلى الأردية بشكل غير مباشر ([3]) .
3 ـ عندما نستعرض معا مجموعة من الكلمات الأردية ، مثل : آم ، بات ، تجارت ، ثابت ، جديد ، حرف ، خادم ، دست ، ذليل ، راز ، زبان ، سامان ، شراب ، صبح ، ضرورت ، طاقت ، ظالم ، عادت ، غلام ، فرد ، قانون ، كتاب ، لحاف ، محرر ، نكاح ، ہاجر ، وقت ، يرغمال
فهذه ثمانية وعشرون كلمة أردية بعدد حروف الهجاء العربية ، والمتأمل لرسم هذه الحروف لا يجد فارقا كبيرا عن رسمها في لغتنا العربية ، حتى أن حرف التاء المفتوحة في أواخر الكلمات الأردية ، مثل : تجارت ، ضرورت ، طاقت ، عادت والتي يقابلها عندنا في العربية تاء مربوطة فنقول : تجارة ، ضرورة ، طاقة ، عادة ، لها ما يماثلها في اللغة العربية كرسم التاء المربوطة في الرسم العثماني ، كقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة : 218 ، وغير ذلك مما ورد في الوقف على هاء التأنيث التي يوقف عليها بالتاء ([4]) .
وهناك العديد من الآيات القرآنية الأخرى التي وردت بالتاء المفتوحة ، كما يجب أن نؤكد أن الأردية استعملت أنماطا أخرى من الرسم الكتابي فاستخدموا الرسم الفارسي ، والرسم الروماني والرسم الكايثي وغيرها من ألوان الكتابة ورسم الخطوط لكنهم – على أي الأحوال – لم يتركوا الرسم العربي الذي يبدأ من اليمين إلى اليسار ، وخاصة أن الأبجدية العربية لها حضور فعال في الأبجدية الأردية ، فضلا عن أن قراءتهم للقرآن كجزء من تعاليم دينهم الإسلامي جعلت الرسم العربي دائما نصب أعينهم ([5]) .
- عرفت الأردية نوعين من الصوامت لم تعرفهما العربية النوع الأول :
هو الصوامت البسيطة ، وهي الحروف الفارسية وهي :
- پ : الباء المثلثة وهو صوت [ شفوي انفجاري مهموس ] نظيره المجهور الباء العربية .
- چ : الجيم المثلثة وهو صوت [ وسط حنكي انفجاري مهموس ] ، نظيره المتوسط الجيم العربية .
- ژ : الزاي المثلثة وهو صوت [ وسط حنكي احتكاكي مجهور ] ، أقرب صامت عربي له هو الزاي بانتقال المخرج .
- گ : الكاف الفارسية وهو صوت [ قصي حنكي انفجاري مجهور ] ، ونظيره المهموس الكاف العربية .
النوع الثاني : هو الصوامت المركبة : وهي أيضـًا نوعان :
- بسيطة التركيب : وهي : بَه ، تَه ، جه ، ﭽـه ، ده ، طه ، ره ، أه ، كه ، گـه، له ، مه ، نه .
والصوامت المذكورة سابقا كلها مركَّبة من صدر ، وهو الباء ، التاء ، الجيم ، الـﭽاء ، الدال ، الطاء ، الراء ، الهمزة ، الكاف ، الگاف ، اللام ، الميم ، النون إضافة إلى العجز ، وهو ثابت وهو الهاء ، وتعد تلك الصوامت مركبة أي تدخل في بنية الكلمة باعتبارها صامتا واحدا من الناحية الفونولوجية ، وليس باعتبارها صامتين متتاليين .
- معقَّدة التركيب : وهي : طوي ، ظوي ، جوهني ، دوجشي ، برئي
وصُنفت بمعقدة التركيب ؛ لأنها مركبَّة من ثلاث صوامت ، وهي أول الطاء ، الظاء ، الجيم ، الدال المضمومة إضافة إلى واو ، والثالث وهو ياء . والمجموعة الثانية وهي نادرة وهي الدال المضمومة والجيم ، والشين والياء . وأخيراً الباء ، والراء ، والهمزة ، والياء ([6]) .
5- من خلال ما سبق نستنتج أن اللغة الأردية اشتملت على ظاهرة الأصوات المركبة من صامتين أو ثلاثة أو أكثر كتابة ونطقا ، ومن ثم فقد تميزت عنها العربية ، كما تميزت عن باقي اللغات السابقة بظاهرة الصوت المفرد نطقا وكتابة ، حيث لم تعرف العربية إطلاقا ظاهرة الأصوات المركبة من أكثر من صوت لغوي ، كما لاحظنا في اللغة الأردية أن للصوت الواحد أكثر من طريقة في نطقه ، وفي كتابته نحو ما رأينا في صوت الواو والهاء .
6- نستخلص أيضـًا عجز اللغة الأردية عن نطق بعض الأصوات العربية الموجودة فيها بمخارجها وصفاتها الصحيحة ، مثل صوت الثاء الذي ينطق سينا ، وصوت الحاء الذي ينطق هاء ، وصوت الذال الذي ينطق زايا ، وصوت الضاد الذي ينطق ظاء ، وصوت العين الذي ينطق همزة ، وعليه فإن اللغة العربية ظلت تتميز بأصوات الحلق كالعين والحاء ، وظلت تنفرد وتختص بصوت الضاد ، الذي لم تعرفه أي لغة حتى الآن بنطقه العربي الأصيل .
7- من الملاحظ أن الأردية تتبع الترتيب الألفبائي كالعربية رغم إضافتها للأصوات الفارسية والهندية بجوار الحروف التي تشبهها ، كما أنه لا يوجد علاقة بين الكلمة الأردية ، واللفظ الموضوع لها باستثناء الكلمات المقترضة من العربية ، والتي تتضح فيها تلك الظاهرة ، وهي علاقة المبنى اللفظي بالمعنى الموضوع له .
8- تُكتب الأبجدية الأردية برموز صوتية متشابكة ، وتأتي متصلة ، ومنفصلة من اليمين إلى اليسار ، متأثرة باللغة العربية في ذلك ، حيث أن الحروف العربية فيها تمثل معظم حروف أبجديتها ، ومن ثم سارت على نمطها في طريقة الرسم والكتابة .
9- عرفت الأردية كذلك ظاهرة الأصوات المكررة ، حيث اشتملت على صوت الباء ، الذي يتخذ صورتين هما الباء العربية ، والباء الفارسية المثلثة، وكذلك صوت الجيم الذي يتخذ صورتين هما الجيم العربية ، والجيم الفارسية المثلثة ، وصوت الزاي العربية والزاي الفارسية المثلثة ، وصوت الكاف العربية والكاف الفارسية ، وصوت التاء العربية والتاء الطائية ، وصوت الدال العربية والدال الطائية ، وصوت الراء العربية والراء الطائية ، وظاهرة تكرار الأصوات لا تعرفها العربية وهذا من خصائصها التي تتميز بها ، وذكرنا أيضـًا أن الأردية عرفت التنوين والتشديد وذلك تأثرا بالعربية ، كما أنها تقلب التاء المربوطة إلى مفتوحة وكذلك الحركات القصيرة أو الصوائت استعملتها الأردية تأثرا باللغة العربية .
==============================
([1]) في قواعد اللغة الأردية . د . يوسف عامر . القاهرة 2008 م . ص 6ـ 10 .
([2]) انظر : الألفاظ العربية المستعملة في اللغة الأردية [ دراسة دلالية وفق نظرية الحقول الدلالية ] . د . ظهير أحمد . رسالة دكتوراة . قسم اللغويات . الجامعة الإسلامية العالمية . إسلام آباد . ص 15 بتصرف .
([3]) المرجع السابق . ص 16 ـ 24 بتصرف .
([4]) غاية المريد في علم التجويد . للشيخ عطية قابل نصر . من ص 265 – 267 . ط . الرابعة . الرياض 1994م .
([5]) راجع بحثنا : حاجة المجتمع الباكستاني إلى اللغة العربية . ص 46-51 بتصرف . تحت الطبع .
([6])اللغة الأردية واللغة العربية . دراسة تقابلية . مرجع سابق بتصرف .