تابع/ المعنى في شروح المنظومة
(4/1/2) الشرح بالمضاد:
التضاد هو ذكر مقابل الكلمة، وهو من وسائل الشرح المعتمدة في المعجمية الحديث، ولها طرائق في الاستعمال، عن طريق استخدام الكلمات التي على الضدية قبل الكلمة المضادة/ العكسية، من مثل: “عكس- ضد- خلاف- مقابل- تقابله- نقيض”([1]). ودرجة شيوع هذا النوع من الشرح تتوقف على هدف المعجم ومنهجه، وعلى كل حال فهو يأتي بدرجة أقل من القليل بالنسبة إلى النوع الأول. وقد ورد هذا النوع من الشرح مع ألفاظ قليلة، وتنوعت دلالات الضدية بين (نقيض- ضد- خلاف- غير- عدم- تقابله)، مثل: “الصبر: نقيض الجزع”([2])، و”العقل: نقيض: الحمق”([3])، “والصحيح: يقابله الفاسد والضعيف والباطل([4])– ضد الفاسد”([5])، و “الضعف: خلاف القوة”([6])، “وحزني: وهو خلاف السرور”([7])، و”البعد: ضد القرب”([8])، و”المقطوع: ضد الموصول”([9])، و”النزول: ضد الصعود”([10])، و”الحزن: ضد السرور”([11])، “وتعدل.. وهو من العدل وهو خلاف الجور”([12])، و”المنكر: غير المعروف”([13])، و”منكر: ضد معروف”([14])، و(فرفقًا: وهو ضد العنف)([15])، و”التجني: ضد التذلل”([16]).
ومن الملاحظات:
1- تنوع ألفاظ الضد داخل الشرح الواحد.
2- تكرار التعريف بالمضاد متى تكررت الكلمة، وإن اختلفت كلمة الضد، مثل ما نجد عند التتائي: “والذل بضم الذال المعجمة: ضد العز، وبكسرها وهو ضد الصعوبة”([17])، وفي موضع آخر: “(في عز وهو خلاف الذل”([18])،
3- تعدد الكلمات التعريفية المضادة مع اللفظ الواحد، مثل: “(متصل: الاتصال ضد الانفصال أي غير منقطع”([19]).
(4/1/3) الشرح بالوظيفة النحوية:
من ذلك: “وعلى: للاستعلاء.. وليس: كلمة جحد، وهي من أخوات كان في النسخ فترفع المبتدأ وتنصب الخبر…. وإلا من أدوات الاستثناء”([20])، و”عن: من حروف الجر”([21])، و”لا: دعائية”([22])،
(4/1/4) الشرح العقلي:
من ذلك تعريف الدمع: “الدمع: ما يدفعه الفؤاد بسرعة عند تأثره إلى الدماغ فيسيل إلى المقلتين فينضحان به.. وقيل بل يصعد الوهيج إلى الدماغ فيتولد منه إذ ذاك في قبة الدماغ الماء، ويكون عند شدتي الفرح والحزن”([23]).
(4/2) بين أنواع الشرح المختلفة:
1- الجمع بين أنواع الشرح داخل اللفظ الواحد، كالترادف والمضاد باستخدام كلمة (ضد)، مثل: “والذليل: المهين، وهو نقيض العزيز”([24])، “ترق: أي ترحم، من رق له قلبك واسترق، ضد استغلظ”([25]). أو المضاد والترادف، مثل: “العقل: نقيض الحمق، وهو التأمل والتثبت والسكون”([26])، و”الاختلاف: عدم الموافقة والمساعدة، وهو القول بالنقيض”([27])، والترادف والترجمة والمضاد، مثل: “(ويهمل): أي يترك ولا يلتفت إليه، ويخلي بينه وبين نفسه، والمهمل من الكلاف خلاف المستعمل”([28])،
2- قد يتفق الشراح في اختيار الكلمات التي يشرحونها، وقد يتفقون في مدخل الشرح، كالشرح بالمرادف على نحو ما بينا من توافق أو اختلاف في دلالة الكلمة الشارحة. وقد يختلفون في مدخل الشرح، فيشرح أحدهم الكلمة بالمرادف ويشرحها آخر بالضد، فقد عرفت كلمة (منكر) في الملح الغرامية بالمرادف: “مجحود مردود”([29])، وكذا عرفت في الشرح الصحيح: “مردود”([30])، وعرفت (السهاد/ سهدي) في شرف الطالب بالمضاد: “نقيض الرقاد”([31])، وعرفت في البهجة السنية بالمرادف: “أرقي”([32])، في حين في البهجة السنية بالمضاد: “ضد معروف”([33])، أو يشرح أحدهم الكلمة بالعموم ويشرحها آخر بالترجمة، فقد شرحت كلمة الدمع في البهجة السنية بالتعريف العام، باستخدام كلمة (معروف)، في حين فسرها شرف الطالب بالترجمة: “ما يجري من العين”([34]).
(4/3) عيوب الشرح:
قد تستخدم الكلمة العامة، ثم تردف بالشرح، مثل: “والحسد: معروف، وهو الحرص على زوال نعمة المحسود”([35])، و”الشوق: معروف، وهو ما هاجك”([36])، استخدام كلمة معروف: “والترك: معروف”([37])، “والدمع: معروف”([38])، و”فمتفق جفني بفتح الجيم [يقصد جفني] معروف”([39]).
============================
([1]) عمرو عطيفي: صناعة المعجم العربي الحديث- دراسة تطبيقية، ص 120.