اللغة العبرية
لم تكن اللغة العبرية معروفة بهذه التسمية في العهد القديم ، وإنما كانت تُسمى اللغة الكنعانية في أرميا إصحاح 19 آية 18 ، أو اليهودية في سفر الملوك الثاني إصحاح 18 آية 26 ، أما التسمية بالعبرية ، فقد وردت لدى الربانيين في القرون الأخيرة قبل الميلاد ، وكذلك استعملها اليونان والرومان ، فالعبرية القديمة لم تكن لغة قائمة بذاتها ، ولكنها تتكون من مجموعة من اللهجات الكنعانية .
نشأت اللغة العبرية كما دلَّ الاستقراء العلمي بأرض كنعان ، حتى قبل نزوح الإسرائيليين إليها ، وقد ورد ذكر هذه اللغة في سفر أشعيا تحت اسم لغة كنعان ، ولما هاجر العبريون إلى أرض كنعان بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد ، كانوا يتكلمون لهجة تقرب من إحدى لهجات اللغة الآرامية القديمة ، ثم أصبحوا يستعملون لغة البلاد التي استوطنوها ، ونسوا لغتهم الأصلية تدريجيا ، حتى أصبحت اللغة الكنعانية في القرن الحادي عشر هي اللغة المستعملة ، واللغة العبرية هي اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس باستثناء الأجزاء المكتوبة بالآرامية مثل عزرا إصحاح 4 آية 6-8 ، وإصحاح 7 آية 12-26 ، ودانيال إصحاح 2 آية 4-27 ، وآية 28 ، وأرميا إصحاح 10 آية 11 ، وثمة كلمتين أيضـًا بسفر التكوين إصحاح 31 آية 47 ، ولغة الكتاب المقدس العبرية إنما تدل دلالة واضحة على أنه كانت هناك لهجات متعددة ، وإن كنا نستطيع أن نفرق بين لهجتين رئيسيتين شمالية [ إسرائيلية ] ، ووردت بسفر هوشع ، وجنوبية [ يهودية ] ، ووردت بسفر أشعيا ([1]) .
إن المختصين بدراسة تاريخ نشأة اللغة العبرية وتطورها استطاعوا أن يرصدوا نوعا من الغموض حول تلك اللغة ، وانتهت أغلب الدراسات المعنية بالأمر إلى أن اللغة العبرية ما هي إلا إحدى اللهجات الكنعانية والآرامية التي كانت سائدة في تلك المنطقة ، وحاول اليهود عمدا اصطناع تاريخ لتلك اللهجة ؛ لكي يصبح لهم تراث لغوي يكتبون به آثارهم وتاريخهم ، وساندهم في ذلك بعض المستشرقين الذين حاولوا إضفاء طابع الاستقلالية للهجة العبرية دون تقديم دليل ملموس يثبت صحة ادعائهم ، ومن ثم فإننا سوف نطلق عليها تجاوزا لغة ، ومرت العبرية بأطوار متعددة عبر الحقبة الزمنية الطويلة التي عاشتها قبل أن يتم بعثها من جديد ، وتصبح لغة المجتمع اليهودي في فلسطين في القرن العشرين على يد اليعـازر بن يهودا ، إذ يعتبر رائدَ إحياءِ اللغة العبرية الحديثة ، فبحث في أدب العبرية الكلاسيكي عن الألفاظ التي تصلح للاستعمال في الحياة اليومية في العصر الحديث ، وقام باشتقاق كلمات عبرية جديدة ، واستعار بعض الألفاظ والعبارات من اللغة العربية ، وقام بتطوير أسلوب عبري جديد وبسيط ، ولسنا في حاجة إلى سرد كل تلك المراحل التاريخية فلها مختصوها ([2]) .
ولكن ما يهمنا هو أن العبرية هي إحدى اللغات السامية الشمالية الغربية ، ومن ثم فهي تشترك مع اللغة العربية في الجذر اللغوي ، وسوف نتناول فيما يلي دراسة الأبجدية العبرية وتحليل أصواتها ، والوقوف على أهم خصائصها وصفاتها الصوتية ، ومعرفة مدى قربها أو بعدها عن اللغة العربية ، وأهم الخصائص المشتركة بين لغتين تنتميان لأصل وجذر لغوي واحد ، والوقوف على مدى التأثير بينهما .
الأبجدية العبرية :
تتكون الأبجدية العبرية الحديثة من اثنين وعشرين حرفا ، وجاءت الحروف على الترتيب الأبجدي المشهور أبجد هوز ، وتكتب هذه الحروف وفقا للنطق العربي كما يلي :
الحرف العربي | الحرف العبري وكيفية نطقه | الحرف العربي | الحرف العبري وكيفية نطقه |
أ | א [ آلِف ] | ل | ל [ لامد ] |
ب | ב [ بِيت ] | م | מ ـ ם [ مِيم ] |
ج | ג [ جِيمِل ] | ن | נ ـ ן [ نون ] |
د | ד [ دالِت ] | سامخ | ס [ سامخ ] |
هـ | ה [ هِي ] | ع | ע [ عاين ] |
ف | ו [ فاف ] | ف | פ ـ ף [ فيه ] |
ز | ז [ زاين ] | ص | צ ـ ץ [ صادي ] |
ح | ח [ حيت ] | ق | ק [ قوف ] |
ط | ט [ طيت ] | ر | ר [ ريش ] |
ي | י [ يود ] | س ، ش | שׂ [ سين ]
שׁ [ شين ] |
ك | כ ـ ך [ كاف ] | ت | ת [ تاف ] |
================
([1]) قواعد اللغة العبرية . د . عوني عبدالرءوف . مطبعة جامعة عين شمس 1971م . ص 13 – 15 بتصرف .
([2]) انظر : التخطيط اللغوي لتأصيل الهوية العربية في فلسطين. دراسة في جغرافية اللغات2012 م . د . عبدالعظيم أحمد عبدالعظيم . ص 12 بتصرف .