Site icon كُنُوز الْعَرَبِيَّة

(العربيــة فخــــر اللغــات وأسمـــاها) [الحلقة الخامسة عشرة] اللغة العبرية بقلم أ.د/ عبد التواب الأكرت

 اللغة العبرية

   لم تكن اللغة العبرية معروفة بهذه التسمية في العهد القديم ، وإنما كانت تُسمى اللغة الكنعانية في أرميا إصحاح 19 آية 18 ، أو اليهودية في سفر الملوك الثاني إصحاح 18 آية 26 ، أما التسمية بالعبرية ، فقد وردت لدى الربانيين في القرون الأخيرة قبل الميلاد ، وكذلك استعملها اليونان والرومان ، فالعبرية القديمة لم تكن لغة قائمة بذاتها ، ولكنها تتكون من مجموعة من اللهجات الكنعانية .

   نشأت اللغة العبرية كما دلَّ الاستقراء العلمي بأرض كنعان ، حتى قبل نزوح الإسرائيليين إليها ، وقد ورد ذكر هذه اللغة في سفر أشعيا تحت اسم لغة كنعان ، ولما هاجر العبريون إلى أرض كنعان بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد ، كانوا يتكلمون لهجة تقرب من إحدى لهجات اللغة الآرامية القديمة ، ثم أصبحوا يستعملون لغة البلاد التي استوطنوها ، ونسوا لغتهم الأصلية تدريجيا ، حتى أصبحت اللغة الكنعانية في القرن الحادي عشر هي اللغة المستعملة ، واللغة العبرية هي اللغة التي كُتب بها الكتاب المقدس باستثناء الأجزاء المكتوبة بالآرامية مثل عزرا إصحاح 4 آية 6-8 ، وإصحاح 7 آية 12-26 ، ودانيال إصحاح 2 آية 4-27 ، وآية 28 ، وأرميا إصحاح 10 آية 11 ، وثمة كلمتين أيضـًا بسفر التكوين إصحاح 31 آية 47 ، ولغة الكتاب المقدس العبرية إنما تدل دلالة واضحة على أنه كانت هناك لهجات متعددة ، وإن كنا نستطيع أن نفرق بين لهجتين رئيسيتين شمالية [ إسرائيلية ] ، ووردت بسفر هوشع ، وجنوبية [ يهودية ] ، ووردت بسفر أشعيا ([1]) .

   إن المختصين بدراسة تاريخ نشأة اللغة العبرية وتطورها استطاعوا أن يرصدوا نوعا من الغموض حول تلك اللغة ، وانتهت أغلب الدراسات المعنية بالأمر إلى أن اللغة العبرية ما هي إلا إحدى اللهجات الكنعانية والآرامية التي كانت سائدة في تلك المنطقة ، وحاول اليهود عمدا اصطناع تاريخ لتلك اللهجة ؛ لكي يصبح لهم تراث لغوي يكتبون به آثارهم وتاريخهم ، وساندهم في ذلك بعض المستشرقين الذين حاولوا إضفاء طابع الاستقلالية للهجة العبرية دون تقديم دليل ملموس يثبت صحة ادعائهم ، ومن ثم فإننا سوف نطلق عليها تجاوزا لغة ، ومرت العبرية بأطوار متعددة عبر الحقبة الزمنية الطويلة التي عاشتها قبل أن يتم بعثها من جديد ، وتصبح لغة المجتمع اليهودي في فلسطين في القرن العشرين على يد اليعـازر بن يهودا ، إذ يعتبر رائدَ إحياءِ اللغة العبرية الحديثة ، فبحث في أدب العبرية الكلاسيكي عن الألفاظ التي تصلح للاستعمال في الحياة اليومية في العصر الحديث ، وقام باشتقاق كلمات عبرية جديدة ، واستعار بعض الألفاظ والعبارات من اللغة العربية ، وقام بتطوير أسلوب عبري جديد وبسيط ، ولسنا في حاجة إلى سرد كل تلك المراحل التاريخية فلها مختصوها ([2]) .

   ولكن ما يهمنا هو أن العبرية هي إحدى اللغات السامية الشمالية الغربية ، ومن ثم فهي تشترك مع اللغة العربية في الجذر اللغوي ، وسوف نتناول فيما يلي دراسة الأبجدية العبرية وتحليل أصواتها ، والوقوف على أهم خصائصها وصفاتها الصوتية ، ومعرفة مدى قربها أو بعدها عن اللغة العربية ، وأهم الخصائص المشتركة بين لغتين تنتميان لأصل وجذر لغوي واحد ، والوقوف على مدى التأثير بينهما .

الأبجدية العبرية :

   تتكون الأبجدية العبرية الحديثة من اثنين وعشرين حرفا ، وجاءت الحروف على الترتيب الأبجدي المشهور أبجد هوز ، وتكتب هذه الحروف وفقا للنطق العربي كما يلي :

الحرف العربي الحرف العبري وكيفية نطقه الحرف العربي الحرف العبري وكيفية نطقه
أ א [ آلِف ] ل ל [ لامد ]
ب ב [ بِيت ] م מ ـ ם [ مِيم ]
ج ג [ جِيمِل ] ن נ ـ ן [ نون ]
د ד [ دالِت ] سامخ ס [ سامخ ]
هـ ה [ هِي ] ع ע [ عاين ]
ف ו [ فاف ] ف פ ـ ף [ فيه ]
ز ז [ زاين ] ص צ ـ ץ [ صادي ]
ح ח [ حيت ] ق ק [ قوف ]
ط ט [ طيت ] ر ר [ ريش ]
ي י [ يود ] س ، ش שׂ [ سين ]

שׁ [ شين ]

ك כ  ـ ך [ كاف ] ت ת [ تاف ]

================

([1]) قواعد اللغة العبرية . د . عوني عبدالرءوف . مطبعة جامعة عين شمس 1971م . ص 13 – 15 بتصرف .

([2]) انظر : التخطيط اللغوي لتأصيل الهوية العربية في فلسطين. دراسة في جغرافية اللغات2012 م . د . عبدالعظيم أحمد عبدالعظيم . ص 12 بتصرف .