الدعاء بالتعثر والبعد
الدعاء بالتعثر والبعد من الأدعية التي أثرت عن العرب، والتي وردت في القرآن الكريم محاكاة للغة العرب ، وطرقهم في التعبير عن أسلوب الدعاء على الإنسان .
أولا : الدعاء بالتعثر:
ـ ” وَفِي الدُّعَاءِ( تَعْسًا لَهُ ) وَ (تَعِسَ وَانْتَكَسَ ) فَالتَّعَسُ أَنْ يَخِرَّ لِوَجْهِهِ وَالنُّكْسُ أَنْ لَا يَسْتَقِلَّ بَعْدَ سَقَطَتِهِ حَتَّى يَسْقُطَ ثَانِيَةً وَهِيَ أَشَدُّ مِنْ الْأُولَى .”[1]
ـ ” والتعس الدعاء على العاثر بألا ينتعش من صرعته ، وعليه فسر قوله تعالى : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ) [2] .والعرب تقول في الدعاء على العاثر : ( تعسا له) وفي الدعاء له : ( لعا له)”[3]
ـ ” ( لعا ) صوت معناه الدعاء للعاثر بأن يرتفع من عثرته يقال لعا لفلان وفي الدعاء عليه بالتعس يقولون: ( لا لعا له )”[4]
ثانيا :ـ الدعاء بالبعد
ـ بعدا له
الدعاء بالبعد من أدعية القرآن الكريم ، وقد ورد في سورة هود ثلاث مرات ، علي النحوالتالي : (أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ) [5]، (أَلَا بُعْدًا لِثَمُودَ ) [6]، (أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ ) [7]
ومما ورد منه عن العرب والأعراب قولهم :
” وفي الدعاء: بُعْداً له، نصبوه على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره، أي أبْعَدَه الله.”[8]
ـ ” ( ما له وبد الله به ) أي : أبعدهم “[9]
ـ سحقا له
“سحقا له : بعدا ، ولغة أهل الحجاز : بعدٌ له وسحقٌ ، يجعلونه اسما ، والنصب على الدعاء عليه ، يريدون به : أبعده الله وأسحقه سحقا وبعدا “[10]
” وفي الدُّعَاءِ على الرَّجُلِ: آبَكَ ما رَابَكَ: أي وَيْحَكَ، وقيل: أبْعَدَكَ اللهُ.”[11]
=====================
[1] ـ المصباح المنير ( ت ع س )
[2] ـ سورة محمد من آية 8
[3] ـ درة الغواص في أوهام الخواص للقاسم بن علي الحريري( 446هـ/ 516هـ) تح : عرفات مطرجي
ص 97 {مؤسسة الكتب الثقافية . بيروت.1418هـ ـ 1998م }.
[4] ـ الوسيط ( ل ع ا)
[5] ـ هود من آية 60
[6] ـ هود من آية 68
[7] ـ هود من آية 95
[8] ـ المحكم والمحيط الأعظم ( ب ع د )
[9] ـ ذيل الأمالي ص 67
[10] ـ تهذيب اللغة ( س ح ق )
[11] ـ المحيط ( أ و ب )