ولقد ذهب جمع من علماء المذهب ( الحنبلي ) إلى جواز تعلم علم الكلام .. منهم : ابن حامد , والتميمي , والقاضي أبو يعلى الحفيد , والسفاريبن ـ وجعله فرض عين على كل نبيه ـ وابن حمدان , والبهوتي , وجعلوه الصحيح من المذهب.
علماء الحنابلة 182 , 183
وكان للأئمة في حياتها مواقف عملية ، تأخذ حكم الفتوى الشرعية .. فالإمام أحمد ــ رضى الله عنه ــ اضطر للسير في مجادلة الخصوم خطوات ,، قدَرها بقدرها ، ثم توقف , ورفض أن يتعمق أكثر من هذا ..
وبعض معاصريه وأقرانه رأوا وجوب تتبع كلام المعتزلة ، والجهمية ، والشيعة وغيرهم تحصينا للأمة , وحفاظاً على عقيدة المسلمين .. من هؤلاء : الحارث المحاسبي , والكرابيسي
وابن كلاّب , والقلانسي وغيرهم كالبخاري , ومسلم , صاحبى الصحيحين , وداود بن علي الظاهري , وأبي جعفر الطبري , شيخ المفسرين , وأبي ثور , وغيرهم ممن سار خطوات بعد الإمام أحمد في دفع شبهة خصوم أهل السنة .
وقد هجر أحمد أكثرهم , وصار بين معظم مقلديه وبين هؤلاء ومن سار على نهجهم خصومة أشد … مع أن هذه المسائل التي تعرضوا لها خفيفة لا توجب تفسيقاً ولا تبد يعا .. ويكفي المرء العاقل أن يتوقف في مسائل اختلف فيها ـمع رأي أحمد بن حنبل ـ البخاريُّ ومسلم , وابن كلاّب , والقلانسي , ثم أبو جعفر الطبري .. فمع أي الفريقين يميل ؟ وهل يرضى عاقل منصف متثبت أن يصف البخاري ومسلم والطبري بالبدعة , أو الخروج من سبيل السلف الصالح ؟
فإذا امتنع ــ وهو الواجب المحتم ــ فليتأدب مع من شاركهم أقوالهم ، وسار معهم خطواتهم كالكرابيسي , والمحاسبي , وابن كلاّب , والقلانسي … وليحذر ثم ليحذر ثم ليحذر خصومة هؤلاء الأئمة عند قنطرة المقاصة يوم القيامة .
ثم إنني ازداد يقيناً يوماً بعد يوم من صواب تعليق بعض شيوخ الدعوة الكبار , على حديث : ( وستفترق أمتي إلى بضع وسبعين فرقة … ) فقال الداعية الكبير ـ رحمه الله ـ ” ومن أكبر أسباب افتراق الأمة في زماننا ” الريال السعودي ” , يقصد إلى توظيفه في تحريك غير قليل من الدعاة والدارسين إلى نشر فكرهم الخاص , الذي يخالف في مسائل وأحكامٍ غير قليلة المذاهبَ الأربعة في الفقه والاعتقاد !!! ولبيان هذا حلقات خاصة يعين الله على إتمامها ..