الدعــوة
*يقول الفيروزآبادي في الأزهرية: الدَّعوة ـ بالفتح ـ: النداء في الحرب وغيره([1]). وزيد في نسخة المدينة: «الدَعْوة: الدعاء إلى الله ـ تعالى ـ, والدُعاء إلى الطعام… والحلف, والدعوة والدعاوة الاسم من قولك: ادَعى, أي: زعمه له حَقّا أو باطلًا»([2]).
يحتاج النداء وخاصة في الحرب صوت ممتد ومتسع حتى يصل صوت النداء وينتشر, وذلك يتناسب ومصوت الفتح بما فيه من اتساع للمخرج وانتشار للصوت.
*يقول الفيروزآبادي في الأزهرية: والدِّعوة ــ بالكسر ــ: الادعاء إلى غير نسب([3])، وجاء فيها: « الدعوة بكسر الدال: هي من الادعاء (فالرجل يدعى إلى قوم ليس منهم)، جاء في القرآن الكريم ﴿وَمَا جَعَلَ أَدۡعِيَآءَكُمۡ أَبۡنَآءَكُمۡۚ﴾ [الأحزاب من الآية 4] أدعياء جمع دِعي: وهو من يدعي لغير أبيه) وجاء الادعاء في النسب، والدعي: كغني: من تبنيته والمتهم في نسبه، وادعاه: صيره يدعي إلى غير أبيه»([4]).
نرى في ادعاء النسب والتهمة فيه ثقل على النفوس, وذلك يتناسب مع ثقل مصوت الكسر, وذلك أيضًا يخلق في النفوس الانهزام والانكسار, وذلك يتناسب مع انكسار الشفة السفلى عند نطق مصوت الكسر, والدعي أيضًا محبوس عن الوصول لما وصل إليه غيره من أصحاب النسب, بالإضافة إلى انزوائه عن الناس بسبب ما لحق نسبه, وذلك حبس ومنع يتناسب مع خصائص مصوت الكسر.
*يقول الفيروزآبادي في الأزهرية: والدُعوة ــ بالضم ــ: الدعاء إلى الطعام والشراب.([5])
لا يخفى انضمام المدعون على الطعام واجتماعهم ,فالدعوة للطعام والشراب تقتضي الاجتماع, وذلك يتناسب مع مصوت الضم لما فيه من تجمع للهواء عند النطق به, فهو مصوت متضام.
==================================
([1]) ينظر: أربع رسائل في شرح مثلث قطرب, ص25, 63, 134.
([2]) كتاب الغرر المثلثة والدرر المبثثة, ص434.