أكنتُ هناك؟
وكنتُ هنالك
عند الصحاري التي أنبتتني
على بعد شوق من الراسيات
وأختى تقصّ شريط الذهولْ.
لأنّ الرمال التي أنبتت حبها في الصحاري
وبعض الذين مضوا ركّعا
لم يريدوا الوصولْ .
وكنتُ هناك
أرتّل آيات حفظ السلام
لأن السماء التي أمطرت حزنها
لا تزال تسيلْ.
وما زال حارس أرضي يحدّق بي
شاهدا بالتجلّي
ومحتطبا فأس مَن كذّبوا
وما قرأوا سيرة للسيولْ .
أكنتُ هناك ؟
أم الطفل فيّ سها واستراح
ونامتْ على رئتيه الصحاري
يتامى خُتمن بعلم الذبولْ.
تحمّلتُ زادي وآنستُ ناري
لعلّي بها أرقبُ العاديات
إلى قمح جدّي وسُكّر أختي
وأودية كنت فيها أصولْ .
لعلّي..وكانت جيوشُ الرقيق
تمشّطُ طوري
وتمسحُ شَعر الذين تولوا يتامى
بزيت النخيلْ .
وما زال حارسُ أرضي
يفضّ الرقاع
ويبحثُ عن صكّ أرضي ونيلى
ويمسحُ بالماء دمع القتيلْ .
وما زال كلُّ الذين رأيت أسارى
يلوكون أدمعهم بالأماني
ويحترقون بزيت الفلولْ.
أكنتُ هناك ؟
فمن علّم الطفل نوح الثكالى
وأنبت في القلب حب التسلي
وأسكن في السجن صوت الصهيلْ؟.
وأين الذين أضاؤا المنافي
وشقّوا الفيافي
وأين المهجّرُ أين المعذّبُ وابن السبيلْ؟.