حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

أساليب العرب والأعراب في الدعاء على الإنسان دراسة في ضوء علم اللغة الاجتماعي [الحلقة الأولى].. بقلم أ.د/ فاطمة رجب

أستاذة أصول اللغة ووكيلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة


التمهيد

أولا : الأساليب ، الدعاء ، العرب والأعراب

ـ الأساليب:

 الأساليب جمع أسلوب ، والأسلوب في معاجم اللغة يعني : الطريق ، والفن.

  ورد في معجم المحيط : الأسلوب : ” الطرِيْقُ والمَذْهَبُ، ومنه: أسَالِيْبُ الشِّعْرِ ومَذَاهِبُه”[1].

  وذكر ابن سيده أن ” الأسلوب : الطريق المستوي ، ومنه أخذ في أساليب من القول أي:  ضُروب منه”[2].

   وفي مختار الصحاح : “الفَنُّ واحد الفُنُونِ وهي : الأنواع ، والأَفَانِينُ : الأساليب ، وهي أجناس الكلام وطرقه “[3]

 وفي معجم الوسيط : ” الأسلوب : الطريق ، ويقال سلكت أسلوب فلان في كذا، طريقته ومذهبه ، وطريق الكاتب في كتابته ، والفن “[4]

ورأى القرطاجني أن الأسلوب هو : الاطراد في المعاني ، فقال عند حديثه عن اطراد الألفاظ : “وبكيفية الاطراد في المعاني صورة وهيأة تسمى الأسلوب، وجب أن تكون نسبة الأسلوب إلى المعاني نسبة النظم إلى الألفاظ، لأن الأسلوب يحصل عن كيفية الاستمرار في أوصاف جهة جهة من جهات غرض القول ، وكيفية الاطراد من أوصاف جهة إلى جهة “[5].

ولاهتمام الأسلوب بالمعنى في رأي القرطاجني فقد اعتبره : ” بمنزلة النظم في الألفاظ الذي هو : صورة كيفية الاستمرار في الألفاظ والعبارات والهيئة الحاصلة عن كيفية النقلة من بعضها إلى بعض ، وما يعتمد فيها من ضروب الوضع وأنحاء الترتيب “[6]

وعليه : ” فالأسلوب هيأة تحصل عن التأليفات المعنوية، والنظم هيأة تحصل عن التأليفات اللفظية”[7].

وأرى أن الاطراد في ( الأسلوب ) لا يأتي من جهة المعنى فقط ، وإنما يأتي من أمرين :

الأول : اطراد المعنى ؛ لأن من يسمع الأسلوب يدرك أنه دعاء ، أو نداء ، أو استفهام…. إلخ .

الثاني : اطراد الهيئة والتركيب في النصوص المختلفة سواء أكانت قرآنا ، أم سنة ، أم كلام العرب شعره ونثره .

وقد عرفه د/ أحمد مختار عمر بقوله : ” هو ذلك النوع من المعنى الذى تحمله قطعة من اللغة بالنسبة للظروف الاجتماعية لمستعملها والمنطقة الجغرافية التى ينتمى إليها “[8]

وقد عرف ليونز التركيب بما يتناسب مع ما نقصده من الأسلوب فقال : ” ما يتعلم بوصفه كلا غير قابل للتحليل يستخدمه المتكلم في مناسبات خاصة “[9]

يتضح مما سبق أن الأسلوب : تركيب لغوي يعبر به المتكلم عن غرض معين ، ويسير عليه باقي الجماعة اللغوية . ومن هنا فإننا نستطيع فهم ” عادات شعب وتقاليده ، وطرق معيشته ، وجميع ممارساته الحياتية ، من خلال دراسة مفردات لغته ، وتعبيراته الاصطلاحية”[10]

ـ الدعاء:

الدعاء في اللغة :طلب إحضار الشيء ، والرغبة إلى الله تعالى .

 ففي المحكم : ” الدعاء :الرغبة إلى الله عز وجل . …وقال : دعوت له بخير ، ودعوت عليه بشر “[11]

وورد في المعجم الوسيط : “دعا بالشَّيْء دعوا ودعوة وَدُعَاء وَدَعوى طلب إِحْضَاره …. وَيُقَال : دَعَا الله رجا مِنْهُ الْخَيْر ، وَلفُلَان طلب الْخَيْر لَهُ ، ودعا على فلَان طلب لَهُ الشَّرّ”[12]

ـ العرب والأعراب :

نقصد بالعرب والأعراب سكان الحضر والبادية في عصور الاحتجاج .

ففي معاجم اللغة العربية :

“العَرَبُ جيل من الناس ، والنسبة إليهم عَرَبِيٌّ وهم أهل الأمصار ،والأَعْرَابُ منهم سكان البادية خاصة والنسبة إليهم أعْرَابيُّ “[13]

وورد في المغرب : ” الْعَرَبِيُّ : وَاحِدُ الْعَرَبِ ، وَهُمْ الَّذِينَ اسْتَوْطَنُوا الْمُدُنَ وَالْقُرَى الْعَرَبِيَّةَ ، وَالْأَعْرَابُ : أَهْلُ الْبَدْوِ”[14]

========================

[1] ـ المحيط في اللغة للصاحب بن عباد . تح : الشيخ محمد حسن آل ياسين  ( س ل ب ) { عالم الكتب – بيروت / لبنان – ط : الأولى 1414هـ -1994 م }

2 ـ المخصص لأبي الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (ت 458هـ) تح خليل إبراهم جفال ج 3 ص 309 { دار إحياء التراث العربي – بيروت .ط : الأولى، 1417هـ 1996م }

[3] ـ مختار الصحاح لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت: 666هـ) تح: يوسف الشيخ محمد ( ف ن ن ) { المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا .ط : الخامسة، 1420هـ / 1999م }

[4] ـ معجم الوسيط  لمجمع اللغة العربية بالقاهرة . ط. الثالثة  ( س ل ب )

[5] ـ منهاج البلغاء وسراج الأدباء . لأبي الحسن حازم القرطاجني .تح / محمد الحبيب بن الخوجة ص 327  { الدار العربية للكتاب . تونس ط. الثالثة 2008م }

[6] ـ  منهاج البلغاء  ص 327

[7] ـ السابق

[8] ـ علم الدلالة ص 38 { عالم الكتب ، ط. الخامسة . 1998م }.

[9] ـ علم الدلالة دراسة نظرية وتطبيقية د/ فريد عوض حيدر ص 113{ مكتبة النهضة المصرية . ط. الثانية  1419هـ  ـ 1999م }

[10] ـ السابق ص 114

[11] ـ ( د ع و )

[12] ـ الوسيط ( د ع ا )

[13] ـ مختار الصحاح لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي الرازي (ت: 666هـ) تح: يوسف الشيخ محمد  ( ع ر ب ) .المكتبة العصرية – الدار النموذجية، بيروت – صيدا . ط : الخامسة ، 1420هـ / 1999م .

[14] ـ المغرب في ترتيب المعرب.لأبي الفتح، برهان الدين الخوارزمي المُطَرِّزِىّ (ت 610هـ)  ج 2 ص 50 { تح : محمود فاخوري وعبدالحميد مختار ، مكتبة أسامة بن زيد – حلب . ط . 1979م}

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu