| آنَسْتُ مَعْنًى لِضَوءٍ يَعْبرُ الآنا | |
| | يُرسي لِمَوْجِ الرُّؤَى في الأرْضِ شُطآنا |
| لا دَمْعَ يَعْصِمُ بَوْحَ الشَّوْق مِنْ شَغَفٍ | |
| | مُذْ أرّخَ الماءُ بالجُودِيِّ طُوفانا |
| الآنَ يَعْبرُ مَنْ في مَوْجِهمْ شَرَدُوا | |
| | إلى بِقَاعٍ تُذِيبُ القَلْبَ تَحْنانا |
| الآنَ ..لا بَوْصَلاتُ الشِّركِ تَرْصُدُهمْ | |
| | وَلا البِقَاعُ بِهِمْ تَرْتَدُّ أَوْثانا |
| وَفي العُيُون رُؤى تَسْعَى عَلَى هُدُبٍ | |
| | وَلِلسُّرَاةِ جَوى يَمْتَدُّ أَكْوَانا |
| وَلِلْمَدَى هَدْأَةٌ تُصْغِي لَها حُجُبٌ | |
| | وَفي السَّمَا أَحْرُفٌ تَنْسَابُ قُرْآنا |
| الآنَ يَعْبُرُ ضَوْءٌ ما اسْتَقَلَّ رُؤى | |
| | مِنْ صُلْبِ آدَمَ حَتَّى اجْتَازَ نِيرَانا |
| وَالأرْضُ نَبْضُ حَصى يَلْقَاهُ تَلْبِيَةً | |
| | والبَدْرُ في نُورِهِ يَنْشَقُّ إِيمَانا |
| وَالغَارُ وَجْهُ يَتِيمٍ ذَاقَ مِنْ يَدِهِ | |
| | طُفُولَةَ الـمَسِّ حَتَّى نَامَ يَقْظانا |
| وَقَفْتُ بالبَابِ لا أَقْوَى عَلى شَغَفي | |
| | وَفي الضُّلوعِ جَوى يَنْدَاحُ أوْطانا |
| أُصْغي لسِرْب هُيَامٍ فيَّ يَعْرِفُهُ | |
| | مُذْ كُنْتُ في رَحِم الألْواحِ إِمْكانا |
| أُنَقِّلُ الخُطْوَ في يمُناهُ قَافِيَةً | |
| | وَأُتْبِعُ الحَرْفَ في يُسْرَاهُ أوْزَانا |
| عَلِّي أَفيءُ يَتيمًا في مَحْبَّتِهِ | |
| | أَقْتَاتُ حِكْمَتَهُ في الشِّعْرِ إِتْقَانا |
| بِمَنْ أَلوذُ لأبْقَى رَهْنَ بُرْدَتِهِ؟ | |
| | وَالرَّاحِلونَ مَضَوا كَعْبًا وَحَسّانا |
| لَوّحْتُ في إِثْرِهِمْ لَمْ يَفْهَمُوا لُغَتي | |
| | وَغَلَّقُوا الشَّوقَ في عَينيَّ مَيْدَانا |
| لَمْ يُدْرِكُوا أَنَّني آنَسْتُ قَافِيَتي | |
| | وَجِئْتُ أَرْتِقُ مَا فَتَّقْتُ أَزْمَانا |
| لَمْ يُدْرِكُوا لَهْفَةً أَرْخَتْ عَلَى صُحُفي | |
| | شُجُونَ أَرْضٍ بَكَتْ قَيْسًا وَعََدْنانا |
| وَقَفْتُ بالبَابِ فَائْذَنْ لي لقَدْ خَجِلَتْ | |
| | مِنّي الشُّجُونُ وَصَاحَ القَلْبُ : أيَّانا |
| وَفي العُيُونِ سَلامٌ مَنْ سَيُبْلِغُهُ؟ | |
| | وَالعَنْكَبُوتُ تَحُوكُ الشَّوْقَ خِيطانا |
| وَبِي مَحَبَّةُ زَيْدٍ صِدْقُ صَاحِبهِ | |
| | لَمَّا تَدَثَّرَ جُنْحَ اللَّيْلِ كِتْمَانا |
| وَبِي يَقِينُ أَبِي حَفْصٍ وَلَهْفَتُهُ | |
| | دَمْعُ الحُسَيْنِ إِذَا يَنْسَابُ أَشْجَانا |
| لِمَنْ أُرَدِّدُ مَا أَوْصَى الحَمَامُ بِهِ؟ | |
| | لَمَّا تَسَوَّرَ صَخْرَ الغَارِ أَغْصَانا |
| لِمَنْ أَبُوحُ؟ ذَوَتْ أَغْصَانُ قَافِيَتي | |
| | وَاسّاقَطَ الشَّوْقُ مِنْ عَيْنَيَّ هَيْمَانا |
| مُحَمَّدٌ .. وَانْحنَتْ سُحْبٌ تُظَلِّلُهُ | |
| | فَكَانَ غَيْثًا بِهَا يَنْسَابُ غُفْرَانا |
| وَالـمَاءُ تَسْبيحَةٌ مِنْ فَيْضِ رِقَّتِهَا | |
| | أَفْضَى بِهَا حَجَرٌ فامْتَدَّ رَيْحَانا |
| وَحَنَّ جِذْعُ الرُّؤَى إِذْ كَانَ يَعْبُرُهُ | |
| | إلَى عُيُونٍ جَفَتْ في الخَدِّ أَجْفَانا |
| وَلَمْ أَزَلْ وَاقِفًا بِالبَابِ يَدْفَعُني | |
| | مَوْجُ السُّرَاةِ إِلى الـمُخْتَارِِ إذْعَانا |
| مِنْ أَيْنَ جَاءُوا؟ وَمَنْ أسْرَى بِأَعْيُنهمْ؟ | |
| | وَأَثْمَلَ القَلْبَ تَهْيَامًا وَتَحْنَانا |
| وَمَنْ بِجُنْحِ الرُّؤَى أَسْرَى بِقَافِيَتي؟ | |
| | وَطَيَّرََ الشَّوْقَ في الأَحْدَاقِ دِيوَانا |
| وَفِي الضُّلُوعِ هَدِيلٌ مَنْ سَيُوقِفُهُ ؟ | |
| | وَمَنْ يُعِيدُ الرُّؤَى كَيْ أَعْبُرَ الآنا؟ |