حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

(قَلْبٌ تَرَقَّى حَامِلَ الْقُرْآنِ) قصيدة للدكتور/ عبد الحكيم البركاوي

لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَصِرْتُ يَتِيمًا
وَكُنْتَ لِلْبَاكِي أَبَاهُ الْحَانِي
فَرْعٌ أَنَا قُلِعَتْ مِنْهُ أُصُولُهُ 
 وَأَتَى زَمَانٌ فِيهِ يَفْتَرِقَانِ
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي تُفَارِقُ صُحْبَتِي
 وَكُنْت لِلْبَاكِي الرَّفِيقَ الدَّانِي
حَيٌّ أَنَا وَأَبُوهُ خَيْرُ صِحَابِهِ
 وَأَتَى زَمَانٌ فِيهِ يَبْتَعِدَانِ
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَأُطْعَمُ حُرْقَتِي 
 وَكُنْتَ لِلْمَحْرُوقِ بَرْدَ جَنَانِ
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَتَظْمَأُ مُهْجَتِي 
 وَكُنْتَ لِلظَّمْآن نَهَرَ حَنَانِ
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَأُفْزَعُ شَاكِيًا 
 وَكُنْتَ لِلْمَفْزُوعِ دِرْعَ أَمَانِ
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَأَشْكُو فَجْعَتِي 
 وَكُنْتَ لِلشَّاكِي شِفَاهُ الْهَانِي
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَأَحْيَا وَحْدَتِي 
 وَكُنْتَ لِلْخَالِي مِلْءَ زَمَانِ
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي 
 وَالْبَيْتُ خَالٍ مِنْ ضِيَاكَ الدَّانِي
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي 
 وَالْعَيْنُ تَبْحَثُ عَنْكَ فِي الْأَرْكَانِ
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي 
 دُونَ النِّدَاءِ أَبِي أَبِي بِلِسَانِي
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي 
 وَالْقَلبْ يُقْبَضُ مِنْ خُلُوِّ مَكَانِ
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي 
 وَالنَّفْسُ تَشْتَاقُ لِعَوْدٍ ثَانِي
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي

 

 
 وَالرُّوحُ ثَكْلَى بَالْعَطُوفِ الْحَانِي

 

الرُّوحُ فَاضَتْ وَالْمَلَائِكُ حَوْلَه 
 لِتَزُفَّهُ بِأَوَاخِرِ الرَّحْمَنِ

 

فَسَلَامُهُ قِبَلَ الْيَمِينِ خِتَامُهُ 
 مُتَبَسِّمًا بِالنُّورِ وَالْإِيمَانِ
قَلْبٌ تَرَقَّى حَامِلَ الْقُرْآنِ 
 قَلْبٌ سَلِيمٌ طَاهِرُ الْأَبْدَانِ
نُورٌ تَجَلَّى فِى الْعُلَا لِلْقُرْبَى 
 رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ نَعِيمُ جِنَانِ
فَارْجِعْ إِلَى رَبٍّ رَضِيتَ رِضَاءَهُ 
 وَرِضَاءُ رَبِّكَ جَنَّةُ الرِّضْوَانِ
ارْجِعْ إِلَى دَارِ السَّلامِ مُبَشَّرًا 
 بِتَحِيَّةٍ مِنْ رَبِّكَ الرَّحْمَنِ
صَلَّى عَليْكَ اللهُ فِي أَهْلِ السَّنَا 
 بِصَلَاةِ فَجْرٍ خَتْمَةَ الْإِحْسَانِ
وَلَكَمْ أَمَمْتَ مَسَاجِدَ الرَّحْمَنِ 
 بِالذِّكِرِ وَالْقُرْآنِ وَالْعُمْرَانِ
صَلَّى عَليْكَ اللهُ مَا دَامَ الْهُدَى 
 بِعَلَامِ نَشْءٍ قدوةَ الْفُرْقَانِ
صَلَّى عَليْكَ اللهُ فِي مَلَأَ الْعُلَا 
 حَفَّظْتَ قُرْبًا صِبْيَةَ الْقُرْآنِ
رَسْمًا لِحَرْفِ هِجَائِهِ وَتِلَاوَةَ 
 التَّرْتِيلِ تَجْوِيدًا وَحُسْن بَيَان
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ فِي أَهْلِ الرَّضَا 
 أَحْيَيْتَ حُبًّا سُنَّةَ الْعَدْنَانِ
قَوْلًا وَفِعْلًا وَاتِّبَاعَ صِرَاطِهَا 
 بِالدَّرْسِ وَالْإِرْشَادِ وَالتِّبْيَانِ
وَالْفِتْيَةُ السُّعَدَاءُ طَافُوا حَوْلَهَا 
 كَالْكَعْبَةِ الْغَرَّاءِ لِلْأَرْكَانِ
عَشْرٌ مُبَارَكَة بِلَيْلَةِ قَدْرِهَا 
 أَحْيَيْتهَا بِالذِّكْرِ وَالْإِيمَانِ
فَجَزَاكَ خَيْرَ جَزَائِهَا وَنَعِيمِهَا 
 رَبُّ رَحِيمٌ وَاسِعُ الْغُفْرَانِ
وَصَحِيفَةُ الْأَنْوَارِ تَثْقُلُ كِفَّةً 
 بِشَهَادِةِ التَّوْحِيدِ فِي الْمِيزَانِ
فَاقْرَأْ كِتَابَكَ بَيْنَ نُورِ كِتَابِهَا 
 وَكِرَامِهِ السُّفَرَاء تَصْطَحِبَانِ
رَمَضَانَ شَهْرَ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا 
 شُفَعَاءَ حَتَّى مُدْخَلِ الرَّيَّانِ
وَسَقَاكَ رَبُّك شَرْبَةً نَبَوِيَّةً 
 مِنْ حَوْضِ طَهَ الْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِ
أَنْزِلْ إِلَهِي سَلْوَةً وَسَكِينَةً 
 بِقُلُوبِنَا حَتَّى اللَّقَاءِ الثَّانِي
فَعَلَيْك بِرْكَاوِي السَّلَامُ إِلَى اللِّقَا 
 فِي جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أَفْنَانِ

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى