حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

الختمة النحوية للقرآن الكريم بقلم أ.د/ عصام فاروق

أستاذ أصول اللغة ووكيل كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين لشئون الدراسات العليا- جامعة الأزهر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين،

وبعد،،

فكم مرةً ختمتَ كتابَ الله تلاوةً أو قراءةً؟

كم مرةً فرح قلبُك للانتهاء من ختمةٍ قرآنيةٍ، طالبًا الثواب العظيم من الله تبارك وتعالى؟

لاشك أن الإجابة: (كثير جدًّا)، أو (لا أتذكرها لكثرتها).

أدعوك – أخي الكريم- الآنَ إلى ختمة قرآنية، تكفيك منها واحدة في العمر، ختمةٌ من نوعٍ مختلفٍ. يتأتى اختلافها من طموحها إلى تحقيق هدفين، هما: التقرب إلى الله عز وجل بالتلاوة والنظر في كتابه الكريم، وتعلم النحو العربي من خلال القرآن الكريم كمادةٍ تطبيقيةٍ للمسائل النحوية المدروسة، أي أنها تشتمل على: التلاوة، والمُدارَسة، والبحث، والتعلم، والاستذكار، والاختبار، والتقرب بكل ذلك إلى الله بفهم دلالات كتابه العزيز.

وسوف أورد حديثي عن هذه الختمة في النقاط الثلاث التالية:

أولًا- من فوائد هذه الختمة:

أرى أن لهذه الختمة بعض الفوائد التي يمكن أن تعود بالنفع على مطبقيها، تتمثل فيما يلي:

  1. إظهارُ الجانب التطبيقي الذي تعتمده الختمةُ ثغراتٍ، من المؤكد عدم تغطية الجانب النظري لها؛ نظرًا لاعتماد المؤلفين على المثال السهل، مما يناسب الجانبَ التعليمي، فعلى سبيل المثال في (كان وأخواتها) كثيرًا كما نعتمد في التمثيل على (كان) وحدها، حتى إذا وجد الدارس المبتدئ (ما انفك) ارتبك وتحير؛ لأنه اعتاد على التمثيل بــ (كان). أو أن نضع أمثلة سهلة من مثل (كأنّ محمدًا مجتهدٌ)، فإذا وجد المبتدئ (كأنه مجتهدٌ) ارتبك؛ لأننا لم نعلمه أن اسم كان قد يكون اسمًا ظاهرًا أو ضميرًا… إلخ.
  2. العودة بالنحو العربي إلى الهدف الذي من أجله قُعِّدت القواعدُ وفُصلت المسائل، فما نشأ النحو العربي إلا لصيانة اللغة، وفي القلب منها لغة القرآن الكريم من اللحن، والتماس البركة في الوقت والجهد من هذا النص القرآني المتعبد بتلاوته.
  3. تلخيص القواعد الأساسية في كل درس من الدروس في شكل كلمات مفتاحية في رءوس الجداول، وتثبتها من خلال قراءتها للاختيار من بينها عشرات المرات.
  4. تثبيت القاعدة من خلال تكرارها عشرات وفي أحيان مئات المرات، وهو ما يدعو إلى تجويدها والتمكن منها.

ثانيًا- كيفية تطبيق هذه الختمة:

تصوري لهذه الختمة- بناءً على ما قمت به من محاولات شخصيَّة أو تعليميَّة في دورات متخصصة لطلاب مبتدئين من العرب وغيرهم من الناطقين بغير العربية- يتمثل في الخطوات التالية:

  • نحدد درسًا نحويًّا، ويُفضل أن يكون من بداية أبواب النحو العربي، كما يفضل لهذا التحديد أن يكون في إطار كتاب معين؛ لاختلاف المواد والقواعد التي تحويها الكتب النحوية في الدرس الواحد، فإيثارًا للمنهجية نتخير كتابًا نحويًّا واحدًا، فنبدأ – مثلا- بباب الكلمة وأنواعها وعلامات كل نوع منها، وندرسه دراسة جيدة.
  • نُعدُّ جدولا مبسطًا وفي الوقت نفسه شاملا للعناصر الأساسية في الدرس، وهذا نموذج للجدول المقترح:
حرف، نوعه:فعل، علامته:اسم، علامته: 

الكلمة

مشتركمختص بالأفعالمختص بالأسماءقبول علامة منهاقدتاء التأنيثالسين

سوف

قبول علامة منهاالخفضالتنوينحروف الخفضالألف واللام

ج) – نفتح المصحف الشريف ونحدد المقدار الذي يمكن من خلاله أن نملأ الجدول، ويفضل أن نبدأ بسورة الفاتحة وحدها كتجربة عملية، تتلوها سور القرآن الكريم المتتالية، وهذا نموذج لملء الجدول المقترح:

حرف، نوعه:فعل، علامته:اسم، علامته: 

الكلمة

مشتركمختص بالأفعالمختص بالأسماءقبول علامة منهاقدتاء التأنيثالسين

سوف

قبول علامة منهاالجرالتنوينحروف الجرالألف واللام
Ö بسم (الباء)
ÖÖاسم
Öالله
ÖÖالرحمن
ÖÖالرحيم
Öالحمد
Öلله (اللام)
ÖÖلله (لفظ الجلالة)
Öرب
ÖÖالعالمين

 

 

 

 

 

 

د)- مراجعة الجدول؛ بناءً على ما تمت دراسته، وإن كان في الأبواب المتأخرة نسبيا في كتب النحو- كبابي كان وأخواتها وإن وأخواتها- يمكن الاعتماد في هذه المراجعة على كتاب من كتب إعراب القرآن.

ه)- الانتقال إلى باب آخر من أبواب النحو لدراسته وإعداد الجداول وملئها…. وهكذا

ملحوظتان مهمتان:

  1. يمكن التوقف في بعض الأبواب النحوية السهلة – كباب أنواع الكلمة أو علامات كل نوع.. إلخ- على سورة أو اثنتين عند الإحساس بالإجادة في استخراج عناصره، أما درس كظن وأخواتها أو المفاعيل فيفضل أن نكمل استخراجها من بقية سور القرآن الكريم.
  2. هذه طريقة إرشادية، يستطيع من يستخدمها أن يتحرر مما يراه غير مناسب أو يضيف إليها ما يخدم هدفه، ويسهل مهمته.

ثالثا- نماذج من الجداول المقترحة:

نموذج (1)

للبناء والإعراب في الأفعال

قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

مضارعأمر، مبنى على:ماض، مبني على:الفعل
معربمبني، على:حذف النونحذف حرف العلةالسكونالضمالسكونالفتح
العلامةالأداةمجزومالعلامةالأداةمنصوبالعلامةمرفوعالفتحالسكون
      ثبوت النونÖ  يُؤْمِنُونَ
      ثبوت النونÖ  وَيُقِيمُونَ
          Öرَزَقْنَاهُمْ
      ثبوت النونÖ  يُنْفِقُونَ
          …..إلخ

 

نموذج (2)

لاستخرج الجملة الفعلية ومكوناتها:

قال تعالى: (ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

 

نوع المفعول به 

المفعول به

 

الفاعل

 

الفعل

 

الجملة

 

مضمرظاهر
منفصلمتصل
    واو الجماعةيؤمنيُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ
   Öالصلاةواو الجماعةيقيموَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ
 Ö  همنارزقرَزَقْنَاهُمْ
    واو الجماعةينفقيُنْفِقُونَ
       ………………إلخ

 

 

نموذج (3)

لاستخراج الأسماء الستة وما فَقَدَ شرطًا من شروطها

قال تعالى: (لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (8) اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ (9) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ (10) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (15) وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17))

النتيجةالإضافة وعدمهاالتصغير والتكبيرالعددالكلمة
علامة الإعرابليس من الأسماء الستةعلامة الإعرابمن الأسماء الستةغير مضافةمضاف لياء المتكلممضاف لغير ياء المتكلممصغرمكبرجمعمثنىمفرد 
الكسرةÖ    Ö ÖÖ  وإخوته
  الواوÖ  Ö Ö  Öوَأَخُوهُ
  الياءÖ  Ö Ö  Öأَبِينَا
  الألفÖ  Ö Ö  Öأَبَانَا
  الياءÖ  Ö Ö  Öأَبِيكُمْ
  الألفÖ  Ö Ö  Öأَبَانَا
            …..إلخ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى