نحو ثقافة لغوية [12] من أوصاف الزوجة في العربية ودلالاتها
أ.د/ عصام فاروق

أورد ابن الأجدابي في كتابه (كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ) أن:
(( حَنَّة الرجل: زَوجَتُه، وهي أيضًا: حَلِيلَتُه، وعِرْسُه، وظَعِينَتُه، ورَبَضُه، وبَيْتُه، وقَعِيْدَتُه، وزَوْجُه.))
فما دلالات تلك الأوصاف؟
نلاحظ بدايةً في كل واحد من هذه الألفاظ معنى أو صفةً تحبب الرجل في زوجه ورفيقة دربه، وهاك دلالات تلك الألفاظ:
الحَنَّة: سبب إطلاق هذا الوصف عليها، أنه اللفظ مشتق من الحنين؛ (( لأن كل واحد منهما يَحِنُّ إلى صاحبه.)) مقاييس اللغة [ح. ن]
الحليلة: لكونها حلالا له، كما أنه حلال لها.
العِرس: أي الملازمة له، لأن مادة (ع. ر. س) تدل على الملازمة كما ذكر ابن فارس. مقاييس اللغة [ع.ر.س]
الظعينة: تدل على الإقامة والملازمة أيضا، يقول الخليل بن أحمد: ((والظعينة المرأة سميت به؛ لأنها تظعن إذا ظعن زوجها، وتقيم إذا أقام)) [العين: ظ. ع . ن]
الرَّبَض: السكون والراحة، ومنه ربوض الغنم، في مقابل بروك الإبل، في مقابل جلوس الإنسان، إذا فتسمية الزوجة ربضا، تدل على أنها سكن له وراحة.
البيت: واضح من هذا الوصف احتماله لدلالات عديدة، متحققة في البيت الذي يسكنه، منها: الأمان، والسكون، والستر، والإيواء، والعمار، وتتوافر في زوجة الرجل هذه المعاني وغيرها.
القعيدة: فهي ملازمة له، وقعيدته التي يسكن إليها وتسكن إليها، ويأنس لحديثها وتأنس، يقال: فلان قعيد فلان، أي ملازم لمجالسته.
الزوج: كل منهما زوج للآخر، وهذا اللفظ من الشهر والوضوح بحيث لا يحتاج إلى شرح وبسط، ويكفي أنه لفظ قرآني، قال تعالى: (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) [البقرة من الآية 35]