(قَلْبٌ تَرَقَّى حَامِلَ الْقُرْآنِ) قصيدة للدكتور/ عبد الحكيم البركاوي
![](https://konozalarbyia.com/wp-content/uploads/2021/12/05.jpg)
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَصِرْتُ يَتِيمًا | ||
وَكُنْتَ لِلْبَاكِي أَبَاهُ الْحَانِي | ||
فَرْعٌ أَنَا قُلِعَتْ مِنْهُ أُصُولُهُ | ||
وَأَتَى زَمَانٌ فِيهِ يَفْتَرِقَانِ | ||
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي تُفَارِقُ صُحْبَتِي | ||
وَكُنْت لِلْبَاكِي الرَّفِيقَ الدَّانِي | ||
حَيٌّ أَنَا وَأَبُوهُ خَيْرُ صِحَابِهِ | ||
وَأَتَى زَمَانٌ فِيهِ يَبْتَعِدَانِ | ||
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَأُطْعَمُ حُرْقَتِي | ||
وَكُنْتَ لِلْمَحْرُوقِ بَرْدَ جَنَانِ | ||
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَتَظْمَأُ مُهْجَتِي | ||
وَكُنْتَ لِلظَّمْآن نَهَرَ حَنَانِ | ||
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَأُفْزَعُ شَاكِيًا | ||
وَكُنْتَ لِلْمَفْزُوعِ دِرْعَ أَمَانِ | ||
لَهْفِي عَلَيْكَ أَبِي أَأَشْكُو فَجْعَتِي | ||
وَكُنْتَ لِلشَّاكِي شِفَاهُ الْهَانِي | ||
لَهْفِي عَليْكَ أَبِي أَأَحْيَا وَحْدَتِي | ||
وَكُنْتَ لِلْخَالِي مِلْءَ زَمَانِ | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي | ||
وَالْبَيْتُ خَالٍ مِنْ ضِيَاكَ الدَّانِي | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي | ||
وَالْعَيْنُ تَبْحَثُ عَنْكَ فِي الْأَرْكَانِ | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي | ||
دُونَ النِّدَاءِ أَبِي أَبِي بِلِسَانِي | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي | ||
وَالْقَلبْ يُقْبَضُ مِنْ خُلُوِّ مَكَانِ | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي | ||
وَالنَّفْسُ تَشْتَاقُ لِعَوْدٍ ثَانِي | ||
أَسَفِي عَلَيْكَ أَبِي أَرُوحُ وَأَغْتَدِي
|
||
وَالرُّوحُ ثَكْلَى بَالْعَطُوفِ الْحَانِي
|
||
الرُّوحُ فَاضَتْ وَالْمَلَائِكُ حَوْلَه | ||
لِتَزُفَّهُ بِأَوَاخِرِ الرَّحْمَنِ
|
||
فَسَلَامُهُ قِبَلَ الْيَمِينِ خِتَامُهُ | ||
مُتَبَسِّمًا بِالنُّورِ وَالْإِيمَانِ | ||
قَلْبٌ تَرَقَّى حَامِلَ الْقُرْآنِ | ||
قَلْبٌ سَلِيمٌ طَاهِرُ الْأَبْدَانِ | ||
نُورٌ تَجَلَّى فِى الْعُلَا لِلْقُرْبَى | ||
رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ نَعِيمُ جِنَانِ | ||
فَارْجِعْ إِلَى رَبٍّ رَضِيتَ رِضَاءَهُ | ||
وَرِضَاءُ رَبِّكَ جَنَّةُ الرِّضْوَانِ | ||
ارْجِعْ إِلَى دَارِ السَّلامِ مُبَشَّرًا | ||
بِتَحِيَّةٍ مِنْ رَبِّكَ الرَّحْمَنِ | ||
صَلَّى عَليْكَ اللهُ فِي أَهْلِ السَّنَا | ||
بِصَلَاةِ فَجْرٍ خَتْمَةَ الْإِحْسَانِ | ||
وَلَكَمْ أَمَمْتَ مَسَاجِدَ الرَّحْمَنِ | ||
بِالذِّكِرِ وَالْقُرْآنِ وَالْعُمْرَانِ | ||
صَلَّى عَليْكَ اللهُ مَا دَامَ الْهُدَى | ||
بِعَلَامِ نَشْءٍ قدوةَ الْفُرْقَانِ | ||
صَلَّى عَليْكَ اللهُ فِي مَلَأَ الْعُلَا | ||
حَفَّظْتَ قُرْبًا صِبْيَةَ الْقُرْآنِ | ||
رَسْمًا لِحَرْفِ هِجَائِهِ وَتِلَاوَةَ | ||
التَّرْتِيلِ تَجْوِيدًا وَحُسْن بَيَان | ||
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ فِي أَهْلِ الرَّضَا | ||
أَحْيَيْتَ حُبًّا سُنَّةَ الْعَدْنَانِ | ||
قَوْلًا وَفِعْلًا وَاتِّبَاعَ صِرَاطِهَا | ||
بِالدَّرْسِ وَالْإِرْشَادِ وَالتِّبْيَانِ | ||
وَالْفِتْيَةُ السُّعَدَاءُ طَافُوا حَوْلَهَا | ||
كَالْكَعْبَةِ الْغَرَّاءِ لِلْأَرْكَانِ | ||
عَشْرٌ مُبَارَكَة بِلَيْلَةِ قَدْرِهَا | ||
أَحْيَيْتهَا بِالذِّكْرِ وَالْإِيمَانِ | ||
فَجَزَاكَ خَيْرَ جَزَائِهَا وَنَعِيمِهَا | ||
رَبُّ رَحِيمٌ وَاسِعُ الْغُفْرَانِ | ||
وَصَحِيفَةُ الْأَنْوَارِ تَثْقُلُ كِفَّةً | ||
بِشَهَادِةِ التَّوْحِيدِ فِي الْمِيزَانِ | ||
فَاقْرَأْ كِتَابَكَ بَيْنَ نُورِ كِتَابِهَا | ||
وَكِرَامِهِ السُّفَرَاء تَصْطَحِبَانِ | ||
رَمَضَانَ شَهْرَ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا | ||
شُفَعَاءَ حَتَّى مُدْخَلِ الرَّيَّانِ | ||
وَسَقَاكَ رَبُّك شَرْبَةً نَبَوِيَّةً | ||
مِنْ حَوْضِ طَهَ الْمُصْطَفَى الْعَدْنَانِ | ||
أَنْزِلْ إِلَهِي سَلْوَةً وَسَكِينَةً | ||
بِقُلُوبِنَا حَتَّى اللَّقَاءِ الثَّانِي | ||
فَعَلَيْك بِرْكَاوِي السَّلَامُ إِلَى اللِّقَا | ||
فِي جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أَفْنَانِ |