لمحة: لماذا سمي القرآن مصحفًا؟! بقلم أ.د/ عبد التواب الأكرت
لماذا سمي القرآن مصحفًا؟!
نشأتْ تسميةُ القرآنِ (( بالمصحف )) في عهد أبي بكر الصديق – رضي الله عنه- فقد أخرج ابن أُشته في ( كتاب المصاحف ) من طريق موسى بن عقبة عن ابن شهاب، قال: لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق. قال أبو بكر: التمسوا له أسماء فقال: بعضهم: السِّفْر. وقال بعضهم: المصحف؛ فإن الحبشة يسمونه المصحف، فاجتمع رأيهم على ذلك، على أن سموه ((بالمصحف)). ([1])
فكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسمَّاه المصحف.
وقد اختلف العلماء في اشتقاقه، فقيل: هو اسم غير مشتق من شيء؛ بل هو اسم خاص بكلام الله، وقيل: من القرى، وهو الجمع، ومنه قريت الماء في الحوض، أي جمعته.
وقال الراغب: (( لا يقال لكل جمع قرآن، ولا لجمع كل كلام قرآن. وقال أيضا: وقد خص بالكتاب المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فصار له كالعَلَم، وقال: تسمية هذا الكتاب قرآنا من بين كتاب الله لكونه جامعا لثمرة كتبه، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم)) ([2])
([1]) الإتقان للسيوطي: 1/69 مباحث في علوم القرآن. د. صبحي الصالح: ص 77- 87
([2]) انظر: معجم مفردات القرآن: ص 414، البرهان: 1/277، اللسان (ق ر أ)