حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

سلسلة إبداعات صغيرة: [أحبارُ أقلامٍ].. خاطرة بقلم الكاتبة الواعدة: منة بكير

طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الشهيد مصطفى محمد أبو زيد الثانوية بنات بالبدرشين

هل تعلمونَ أن الأشخاصَ الذين يكتبونَ هم أكثرُ الناسِ معاناة في حياتهم؟!

دائمًا ما يُظهرونَ أحزانَهم ومتاعبَهم في بعضِ الحروفِ والكلماتِ، كلُ حرفٍ منهم يصرخُ ويحكي نُدبةً في حياتِهم، كلُ كلمةٍ لها معنًي لو تعمقْتَ فيها ستنصهرُ في تفاصيلِها، وربما تتوهُ في منعطفاتِها، الكاتبُ يكتبُ كلماتٍ – في أحيانٍ كثيرةٍ – تتخللُ قلوبَنا ونشعرُ وكأنه عاش معنا حياتَنا وكتبها من أجلِ معاناتِنا، نشعرُ وكأنه ينشرُ سلامًا وسطَ ركامِ حروبٍ قامتْ بين أعظمِ جيوشِ العالمِ ، حروبٌ بين المشاعرِ والفكرِ ، بين العقلِ والقلبِ ، يا لها من حربٍ حادةٍ وقاسيةٍ ، كتاباتُه تكمنُ بها حكاياتٌ تحتاجُ إلى وقتٍ طويلٍ من أجلِ سردِها ومعرفةِ تفاصيلِها، وكما أن للكتابةِ لذةً، فإن بها الكثيرَ من الأوجاعِ ، ومن المؤكدِ أن أنينَ حروفِ الكاتبِ نابعٌ من حطامٍ قابعٍ هناكَ حيثُ الأعماقُ المظلمةُ في قاعِ قلبِهِ السحيقِ ، ولكن …. تُرى .. إن كان الكاتب يشعر بمعاناتنا وكأنه يكتب من أجلنا فهل هناك من يكتب من أجله ويشعر بمعاناته ؟! إن كان كلٌ منا يبكي على ليلاه فمن يبكي مع الكاتب على ليلاه ؟!

أيها الكتّاب وأيها القرّاء ! دعونا نتخلى عن ذاك البؤس والشقاء، دعوا ليلى لشأنها ولا حاجة للبكاء من أجلها، بل لا داعي للبكاء ! دعونا نفتح تلك النافذة الشاخصة من بعيد ، دعونا نفسح مجالا لذاك الشعاع من النور لعل حائرا يهتدي به ،. ولعل بائسا يتفاءل به !

دعونا نغرس أملا في قلوبنا وفي قلوب الناس من حولنا، فلعل تلك الزهور اليابسة أن تزهو يوما، ولعل ذلك الحزن أن يتبدل فرحا واليأس أملا ، انثروا بذور الأمل في كل قلب، واعلموا أنه يوما ما سينبت شجرا طيب الثمار وارف الظلال وسيشع نورا يهتدي به كل حائر ……. فقط ازرعوا الأمل !!

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu