الفروق الدلالية عند ابن القيم [17] العجز والكسل.. بقلم أ.د/ أحمد علي ربيع
أستاذ أصول اللغة ورئيس القسم بكلية الدراسات العليا ووكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة السابق
فرق ابن القيم بين اللفظين, بعد أن بين أنهما قرينان، لهما معنى عام يجمعهما، لكن إذا اجتمعا, أي اقترنا فكل واحد منهما يتميز من الآخر بملمح دلالي, فالمعنى الجامع لهما هو تخلف العبد عن تمام الشيء, أو كما قال كمال الشيء, فإن كان هذا التخلف من عدم قدرة فهو العجز, وإن كان من عدم الإرادة فهو الكسل[1]. والعجز أصله التأخر عن الشيء وحصوله عند عَجُز الأمر, أي مؤخَّره, وصار في التعارف اسماً للقصور عن فعل الشيء, وهو ضد القدرة”[2].
ويرى ابن فارس “أن العين والجيم والزاء أصلان صحيحان, يدل أحدهما على الضعف والآخر على مؤخر الشيء, فالأول عَجز عن الشيء يعجز عَجْزاً فهو عاجز, أي ضعيف، وقولهم إن العجز نقيض الحزم, فمن هذا, لأنه يَضْعُفُ رَأْيُهُ”[3]. وفسره ابن منظور أيضاً بالضعف وجعله نقيض الحزم[4].
أما الكسل وهو التخلف عن كمال الشيء من عدم الإرادة – كما رأى ابن القيم – جعله ابن فارس أصلا لمادة “ك س ل” فهي “أصل صحيح, وهو التثاقل عن الشيء والقعود عن إتمامه أو عنه”[5] وجعله بعضهم بمعنى التثاقل عن الشيء والفتور عنه[6]، في حين جعله الخليل نوعاً معيناً من التثقاقل, وهو التثاقل عما ينبغي[7] ونقل عن ابن منظور “التثاقل عما لا ينبغي أن يتثاقل عنه”[8] قال الراغب “ولأجل ذلك صار مذموما”[9].
يتضح مما سبق أن العجز له ملامح أهمها:
1- التخلف عن إكمال الشيء لعدم القدرة. 2- أن فيه قصوراً.
3- الدلالة على الضعف. 4- نقيض الحزم.
أما الكسل فيتم بالملامح التالية:
1- التخلف ناتج عن عدم الإرادة. 2- أن فيه تثاقلاً وقعوداً.
3- أنه ناتج عن الفتور. 4- أنه تثاقل عما ينبغي.
5- أنه مذموم.
=======================
[1] روضة المحبين ص 72
[2] المفردات ص 325 والفروق اللغوية ص 115
[3] المقاييس 4/232
[4] اللسان “عجز”
[5] المقاييس 5/178
[6] اللسان والقاموس “كسل”
[7] العين 5/310
[8] اللسان “كسل”
[9] المفردات ص 434