سلسلة إبداعات صغيرة: (تتراقص أحرفي على نغماتك أمي!!) بقلم الطالبة: منة بكير
طالبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الشهيد مصطفى محمد أبو زيد الثانوية بنات بالبدرشين
أمي .. طُلب مني أن أكتبَ عنكِ ، تعلمين أني أكتب منذ مدة وأستطيع الكتابة جيدا ولكن … عجز قلمي عن وصف عطائك ، تعثرت كلماتي عن وصفك يا من أستمد رونقي وجمالي من نظرة عينيكِ … كالقمر يستمد ضوءه من الشمس … فأنتِ ضيائي وأماني ومأمني ، أردت قول أنك الدواء لداء لا دواء له غيرك ، كم تحملتِ ؟!!! كم حملتِ؟!!! كم عانيتِ ؟!!! لا حصر لمعاناتك .. وما المقابل؟!! المقابل ، أنتِ الشخص الوحيد الذي يعطي دون مقابل ، أنتِ بئر أسراري ، أنتِ حضني الدافئ ، أنتِ الجمال والجمال يكمن بعينيكِ التي لا تنطق ولكنها قالت لي الكثير ، هناك في جسدكِ مكان أعشق الفرار إليه من مصاعب الحياة إنه بين يديكِ ، بين يديكِ أشعر وكأني أولد من جديد ، بين يديكِ معانٍ جديدة لا تُحكى ولا تُوصف ، فيكفيني أن أشعر بها ، أتذكر يا أمي يوم مرضي عندما سهرتِ ليلا طويلا بجانبي أنا نائمة وأنتِ مستيقظة خوفا منك أن أستيقظ ليلا من الألم ولا تشعرين بي ، كم بكيتُ.؟!! ولكن لم أبكِ يوما من قسوتك لكن تساقطت دموعي من حنانك المفرط ، كيف لكِ أن تكوني بهذا الجمال؟! أمي .. كل حرف في كلمة (أمي) يعني الكثير والكثير .
الألف ( أمان و أمل)، أمان: كم وجدتُ الأمان بين يديكِ في عينيكِ في وجودكِ؟!! يكفيني وجودك الذي يعطي للمنزل حياة “أمل” : أنتِ منبع الأمل باستمرار ، أنتِ مصدر السعادة الأبدية ، كم من مرة خسرت كل قواي وأصبحتُ هشة غير قادرة على مواجهة الحياة ؟ قد يئست كثيرا ولكن كان هناك خلفي أنتِ تدفعيني بكل قوة ، تعطيني الأمل في بذرة نبات ماتت في أرض جرداء بقول سيجعلها الله تنبت
كم حولتْ لي الصعب إلى سهل يسير؟ كم استيقظتُ علي صوتها ودلالها لي وهي تغني لي أغنيتي التي اعتادت غناءها لي منذ الصغر قائلة : بنوتي الحلوة بقت طعمة بقت طعمة ولها سحر جديد لها خفة روح لما بتضحك بتروح لبعيد . أستيقظ مسرورة وكأن أشجار العالم تتراقص فرحًا ، كأن قلبي يتراقص داخل ذاك الصدر بأضلعه ، أشعر وكأني طائر حبيس حصل علي حريته فانطلق في سماء الكون بين أسراب الطيور معلنا فرحته ، حريته ، عدم تقيده .
الميم ( مأمني ، ملهمتي ، محبوبتي ) “مأمني” مكاني الأمين الذي ألجأ إليه دائما “ملهمتي” تمر الأيام والسنوات ويصبح مصدر الإلهام الوحيد هو أنتِ ، كم سمعتُ كلماتٍ أتعبت روحي؟ كم قيل لي إنني سأفشل ولن أحقق أحلامي، لن أصل، لن أكون ؟ كنت أبكي خوفا من حديثهم ولكن كانت كلماتك تتخلل قلبي تقول لي : ابنتي ، صغيرتي ، لمَ أرى الدموع في عينيكِ ؟ لا أحب أن أرى صغيرتي حزينة ، واثقة بكِ لحد السماء وما أبعد منها إن وجد ، أعلم كم أنت بارعة … رائعة … ولكن.. هم حمقى لا يرون جمال ابنتي وذكاءها . الياء “يقيني” دائما تقولين لي : منة .. كوني قريبة من الله فلن يوصلك إلى النجاح سواه ، مهما كنت بارعة ونافعة فلن يكتمل ذاك إلا برضا الله ، ثقتي بالله ويقيني الدائم بأنه سيعطيني من الخير أحلاه أنتِ مصدره . أخيرا أردت قول شيء من الأهمية بمكان وهو أنك الجمال الذي يكمن في قلبي ، أدامك الله أمام عيني و نور بيتي وجمال روحي وابتسامة وجهي ، أدامكِ الله جمالا فوق الجمال لا ينتهي ، فأنت الجمال وأنت الحياة وأنت منبع كل خير …. أحبك أمي !!!