فرسان العربية … الأستاذ الدكتور/ عبدالفتاح إسماعيل شلبي
اليوم معنا فارس من فرسان اللغة العربية …. فارس ينتظر الزمان وقتاً طويلا لكى يجود بمثله
فارسنا اليوم هو الأستاذ الدكتور/ عبدالفتاح شلبى أستاذ اللغة العربيةو آدابها، وهو من الرعيل الأول من اللغويين المحدثين الذين أعطوا عنايةً بالغةً بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
ولد العالم الجليل بمدينة ” القنايات” بمحافظة الشرقية، وأتم حفظ القرآن الكريم فى سن العاشرة من عمره، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية بالزقازيق، وظهر نبوغه مبكراً فقد حصل على شهادة الكفاءة وكان ترتيبه الأول، ومن الزقازيق إلى القاهرة حيث التحق العالم الجليل بكلية دار العلوم وتخرج فيها عام 1939 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، كما عُرف عنه البحث الدؤوب عن حلقات العلم والبحث وراء المعرفة، حيث تنقل فى ثلاثينيات القرن العشرين بين حلقات كبار العلماء فى الرواق العباسى مابين المغرب والعشاء وبين أعمدة الجامع الأزهر الشريف، فقد لازم عالمنا الجليل علماء الأزهر الشريف ومنهم: الشيخ بخيت المطيعى مفتى الديار المصرية الأسبق ، والشيخ على محفوظ كبير الدعاة، والشيخ محفوظ الدجوى.
وهب العالم الجليل نفسه وجهده وماله للغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية، فكانت رسالة الدكتوراه الخاصه به فى علوم القراءات القرآنية، و ُعين الدكتور عبدالفتاح شلبى بالمدرسة الثانوية النموذجية، فرئيس قسم اللغة العربية بكلية فكتوريا بالمعادى ، فخبير اليونسكو فى دولة الصومال لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، فمدير عام مركز الدراسات والبحوث التربوية حتى ترأس الهيئة العامة لمحو الأمية ولتعليم الكبار.
امتد عطاء الأستاذ الدكتور عبدالفتاح شلبى عبر العالم الإسلامى والعربى، حيث عمل أستاذا للشريعة بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية، وأسس بها قسم تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها .
وللعالم الجليل مؤلفات عديدة، منها على سبيل المثال:
– البهاء زهير
– المقدسى البشارى
-عقبة بن نافع
-رسم المصحف العثمانى
– تفسير القرآن الكريم
– المنتقى المختار فى أحاديث الأحكام
– الأسوة الحسنة
– عشر مجموعات من القصص للناشئين
– تيسير النحو للمبتدئين ، وغير ذلك من المصنفات.
ولقد كان للعالم الجليل دور كبير مع مجمع اللغة العربية فى تيسير الإملاء، وعلوم النحو، والكتابة العربية، ولم يقتصر دوره على هذا فحسب، بل كان له بالغ الأثر بين أعمدة المسجد الحرام فى الحرم المكى، فكانت له حلقة لتعليم النحو لمختلف المسلمين من جميع أنحاء العالم، وكان ينشر العلم بينهم حتى يكونوا سفراء لأبناء دولهم بعد العودة لها تصديقا لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍۢ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى ٱلدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوٓاْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) [التوبة: 122]
ولقد لبى نداء ربه فى عام 2001م بعد أن ترك لنا إرثاً من الأبحاث والمؤلفات والكتب ما زالت تمثل نورا لكل الباحثين والمهتمين باللغة العربية وآدابها. فصدق فيه قوله تعالى- نحسبه كذلك-:
(مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَٰهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُۥ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلًا) [الأحزاب: 23]
رحم الله شيخنا أ.د/ عبد الفتاح شلبي، وجعل أعماله في ميزان حسناته خيرا.. اللهم آمين