ملخص رسالة دكتوراة بعنوان: “الشاهد الشعري بين شروح البخاري والمعجمات اللفظية دراسة لغوية مقارنة” بقلم د. محمد أبو زيد
المدرس المساعد في قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وإمام المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدين.
وبعد،،،،،
فلقد كان للشاهد الشعريّ دورٌ كبيرٌ في إثبات اللغة وتوثيقها والحفاظ عليها، سواءٌ أكان على مستوى الأصوات أم المفردات أم التراكيب؛ لذا أولاه علماء اللغة عنايةً فائقة، واهتموا به اهتمامًا كبيرًا؛ فاحتجوا به على توثيق لهجةٍ من اللهجات، أو بيانِ دلالات المفردات، أو إثبات قواعد اللغة النحوية منها والصرفية.
ولم يكن أصحابُ المعجماتِ اللفظيةِ بمنأىً عن ذلك الاهتمام والعناية؛ فجاءت معجماتُهُم عامرةً بالشواهد الشعرية.
وقد عُنِيَ شُرّاحُ الحديث عامّةً وشُرَّاحُ البخاريِّ خاصّةً بالشاهد الشعري؛ فقد كان له أثرٌ كبيرٌ في التوجيه اللغويّ عندهم.
فلما كان للشاهد الشعريّ هذا الأثر الكبير في توجيه القضايا اللغوية عند أصحاب المعجمات اللفظية وشراح البخاري رغبت في دراسة الشاهد الشعري عند الفريقين دراسة لغوية مقارنة، فجاء عنوان الدراسة: “الشاهد الشعري بين شروح البخاري والمعجمات اللفظية دراسة لغوية مقارنة”.
وقد تناولت هذه الدراسة الشواهد الشعرية التي اشترك في الاستشهاد بها شراح البخاري وأصحاب المعجمات اللفظية؛ للوقوف على توظيف الشاهد عند كلّ فريق، وبيان ما اتفق فيه كلٌّ منهما في الاستشهاد على بعض القضايا اللغوية وما اختلفوا فيه.
وقد تنوَّعت القضايا اللغوية التي كان للشاهد الشعري أثرٌ في توجيهها ما بين قضايا صوتية، وأخرى صرفية، وثالثة تركيبية، ورابعة دلالية؛ مما جعل الشاهد الشعري عند الفريقين يمثل مادةً غنيّةً جديرةً بالدراسة؛ فجاءت فصول الرسالة على النحو الآتي:
الفصل الأول: الشاهد الشعري على المستوى الصوتي.
الفصل الثاني: الشاهد الشعري على المستوى الصرفي.
الفصل الثالث: الشاهد الشعري على المستوى النحوي (التركيبي).
الفصل الرابع: الشاهد الشعري على المستوى الدلالي.
هذا، وقد توصلت الدِّرَاسة إلى عدَّة نتائج، أبرزها:
ــ ظهر من خلال البحث عناية أصحاب المعجمات اللفظية بالشاهد الشعري عناية كبيرة؛ مما جعل الشاهد يشكّل مادة أساسية في بنية النصّ المعجمي.
ــ استعانة شراح البخاري وأصحاب المعجمات اللفظية بالشاهد الشعري لبيان وفهم النصوص التي يوردونها؛ سواءٌ أكانت هذه النصوص من القرآن الكريم، أم الحديث النبويّ الشريف؛ حتى أصبح الشاهد الشعريُّ جزءًا من تفسير هذه النصوص وبخاصّةٍ ألفاظ القرآن الكريم.
ــ أظهر البحث أنّ اتفاق أصحاب المعجمات اللفظية وشراح البخاري في توظيف الشاهد الشعري أكثر من اختلافهم في توظيفه؛ ولعل ذلك يرجع إلى تأثر شراح البخاري بأصحاب المعجمات اللفظية في الاستشهاد؛ فكثيرًا ما نجد أصحاب المعجمات اللفظية هم مصدر الشاهد الشعري المحتج به عند أكثر شراح البخاري؛ وذلك لقرب عهد متقدمي أصحاب المعجمات بالشعراء المحتج بشعرهم أو برواة اللغة وجامعيها.
واللهَ ـتعالى أسألُ أن أكونَ قد وُفِّقتُ فيما قصدتُ إليه، وأن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.
وآخرُ دَعْوَانَا أَنِ الحَمْدُ للهِ ربِّ العَالمَين
الباحث: محمد علي أبوزيد يوسف ( المدرس المساعد في قسم أصول اللغة بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر بأسيوط )
نوقشت هذه الرسالة صباح يوم الأحد 25 من ربيع الأول 1443هـ الموافق 31 أكتوبر 2021م، في كلية اللغة العربية بأسيوط، وحصلت على مرتبة الشرف الأولى.
وتكونت لجنة المناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة:
الأستاذ الدكتور/ حسن سيد فرغلي مرسي (مشرفا أساسيًا)
الأستاذ الدكتور / محمود عبد الله عبد المقصود (مشرفا مشاركًا)
الأستاذ الدكتور / سيد أحمد علي الصاوي (مناقشًا داخليًّا)
الأستاذ الدكتور / عصام فاروق إمام أحمد (مناقشًا خارجيًّا)