حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

(سلسلة إبداعات صغيرة): مولود تسعيناتي [1] بقلم الطالبة: أمنية خالد

الطالبة بكلية البنات الأزهرية بالعاشر من رمضان- جامعة الأزهر

لم نكن نستيقظ على صوت فيروز ولم ننم يومًا على صوت أم كلثوم، ولم يعبق بيتنا في الصباح الباكر برائحة القهوة.

 كنا نستيقظ على إذاعة القرآن الكريم وأمي تغلف لنا شطائر الخبز وتضعها في حقائبنا بينما نرتدي أحذيتنا سريعًا كي لا يفوتنا الطابور المدرسي، ونحتسي الحليب دون أي إضافات من شاي أو قهوة مجبرين حتى نكبر ونصير أقوياء كما قالت أمي.

 وتدق “السادسة والنصف صباحًا”  و نهبط على درجات السلم وصوت المذياع يصدع:” بريد الإسلام برنامج يومي يقدمه لكم دكتور:  أحمد القاضي”.

 كبرنا كما قالت أمي ولكننا لم نصبح أقوياء، صرنا نشرب القهوة ونعبق برائحتها لكنها أبدًا لن تشبه نكهة الحليب من يد أمي.

 وصرنا كلمة تهز روحنا وكلمة أخرى تؤرق منامنا وهشاشتنا تأخذنا لصوت المذياع القديم وأزقة الشوارع الطينية والمدرسة القديمة والطابور الصباحي وبريد الإسلام وبراعم الإيمان!

ويوم الإجازة إنه الجمعة ونفتح التلفاز في تمام الرابعة عصرًا  ليتملك أذاننا وأعيننا موسيقى مميزة لبرنامج (خواطر الشيخ الشعراوي)

كنا أقوياء ويا ليت عاداتنا ونحن صغار كبرت معنا، ربما لم نصل لتلك الهشاشة التي آل إليها حالنا! 

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu