حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

لمحة عن مفهوم الترادف وشروطه

الترادف، مفهوم الترادف، شروط الترادف

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين      وبعد،،

فيعتبر الترادف ظاهرة لغويّة موازية للفروق الدلاليَّة، فإذا وجدنا كلمتين تدلان على معنى واحدٍ، فقد نحكم على أن بينهما ترادفًا، بشروطٍ وقيودٍ وضعها العلماء قديمًا وحديثًا، وإذا لم يتحقق هذا الترادف لوجود فرقٍ-ولو بسيط- بينهما في المعنى؛ فيندرج اللفظان تحت ظاهرة (الفروق الدلالية). يقول د. أنيس: ” فإذا دلت نصوص اللغة على أن بين الألفاظ المختلفة الصورة فروقًا في الدلالة مهما كانت تلك الفروق طفيفة، لا يصح أن تعد من المترادفات، لأن شرط الترادف الحقيقي هو الاتحاد في المعنى.”([1])

ولم يتفق علماؤنا قديمًا وحديثًا على تعريف واحد للترادف، ولأن المقام ضيقٌ، فسأكتفي هنا بإيراد تعريفٍ شهيرٍ لفخر الدين الرازي (ت 606ه) يقول فيه: ” الألفاظ المترادفة، هي: الألفاظ المفردة الدالة على مسمى واحد”([2])

وقد ذكر المُحدَثون شروطًا صارمةً لاعتبار الترادف بين الألفاظ، تتمثل فيما يلي([3]):

  • الاتحاد التام بين الكلمتين في المعني، فإذا تبين لنا بدليل قوي أن العربي كان يفهم حقًّا من كلمة (جلس) شيئًا لا يستفيده من كلمة (قعد) قلنا حينئذ: ليس بينهما ترادف.
  • الاتحاد في البيئة اللغوية، أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى لهجة واحدة، أو مجموعة منسجمة من اللهجات.
  • الاتحاد في العصر، فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادفات ينظرون إليها في عهد خاص وزمن معين.
  • ألا يكون أحد اللفظين نتيجة تطور صوتي للفظ الآخر، ومثاله “الجثل، والجفل” بمعنى النمل.

وبتطبيق هذه الشروط على العلاقات المعنوية بين ألفاظ العربية نجد أن نسبة الترادف التام – كما يطلق عليه المحدثون- قليلة جدًّا.

 

([1]) دلالة الألفاظ (213) د. إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ط خامسة 1984م

([2]) المحصول في علم أصول الفقه (1/253، 254)، فخر الدين الرازي، مؤسسة الرسالة، د.ط، د.ت

([3]) ينظر: في اللهجات العربية (1/178، 179) د. إبراهيم أنيس، مكتبة الأنجلو المصرية، ط ثامنة، 1992، فصول في فقه اللغة (322) د. رمضان عبد التواب، مكتبة الخانجي، ط سادسة، 1420ه-1999م.

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu