طيف السكون [قصيدة] للمبدع أ.د/ عبد الحميد بدران
أستاذ الأدب والنقد ووكيل كلية اللغة العربية بالمنصورة- جامعة الأزهر
خيالا أقمت على طيفهِ | ||
فجرّحني الشوق من طرفهِ | ||
ونامت على أحرفي ناعسات | ||
من الوجد تسرح في لطفهِ | ||
ومن كالذي كنسيم الهواء | ||
يحار المتيم في وصفهِ؟ | ||
ومن كالذي كلما مسني | ||
تصببت طيبا على عرفه؟ | ||
ومن كالذي كلما رمته | ||
توهجت جمرا ولم يطفهِ؟ | ||
ومن كالذي كلما عادني | ||
تولّهت شوقا إلى عطفهِ؟ | ||
فلم أتل حرفا حذا حرفه | ||
ولم أبد شوقا ولم أُخفهِ | ||
وكنت كمن في لهيب الرجاء | ||
برجلي يسعى إلى حتفهِ | ||
ومن كالذي رام شهد السكون | ||
فلم تشبع العين من رشفهِ؟ | ||
ومن كالذي هام باسم الحبيب | ||
فذاب التلهف في جوفهِ؟ | ||
خيالا أقمت وشوقا رشفت | ||
وما زلت صبا إلى ظرفهِ | ||
أراود فيه نجوم السماء | ||
فتهوي بدورا على كفهِ | ||
وأرمي به راسيات الجبال | ||
فتغفو فراشا على صحفهِ | ||
فما بال قلب أطال اللقاء | ||
وقال الوشاة : ألم يكفهِ؟ | ||
وما بال من مسه طائف | ||
فأرخى التلهّف في حرفهِ | ||
وما بال … ماذا يقول الفراش | ||
لدمع تعثر في ضعفهِ؟ | ||
همست إلى القلب : يا ابن السكون | ||
حلفت يمينا فقم وفّهِ | ||
فأجهش حتى استراح البكاء | ||
وقام يكفّر من لهفهِ | ||
فقالت جوانحه الهائمات: | ||
حنثت ولم تنج من عصفهِ | ||
فتبت يدا عاشق إن رآك | ||
أقرّ الصمود ولم ينفهِ |