حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

المكتبة الشاملة والبحث العلمي (بين الاستثمار وسوء الاستخدام) [2] بقلم أ.د/ عصام فاروق

أستاذ أصول اللغة ووكيل كلية العلوم الإسلامية الأزهرية للطلاب الوافدين لشئون الدراسات العليا- جامعة الأزهر

ثانيا- إصدارات المكتبة الشاملة:

     كان أول ظهور للمكتبة الشاملة فيما عُرف بالإصدار الأول في صفر 1426 هـ (أبريل 2005 م)، وكان الهدف منه الاستخدام الشخصي، وكان كعامة برامج المكتبات المنتشرة، لا يمكن زيادة الكتب فيه. 

     ثم ظهر الإصدار الثاني في  ذي الحجة 1426 هـ (يناير 2006 م)، وكان أهم ما يميزه إمكانية إضافة أو حذف الكتب فيه بسهولة ويسر.

     ثم ظهر الإصدار الثالث في جمادى الثانية 1429هـ (يونيو  2008 م)، وكان أهم ما يميزه هو إمكانية ربط نصوص الكتب بالنسخ المصورة لها، بحيث يمكن التأكد من النص في مصدره الأصيل بضغطة زر.

     في ربيع الثاني 1433 هـ (مارس 2012) تم إطلاق نسخة للتصفح على الإنترنت مباشرة دون تحميل.

     ثم تم إصدار الشاملة لمنصات أخرى (مثل: الآيفون، والآيباد، والأجهزة اللوحية، والهواتف الذكية العاملة بنظام أندرويد)، ويعمل القائمون عليها على إصدار نسخة لمنصات أخرى.

     وقد توالت تحديثات الشاملة في إصدارها الثالث الحالي (حتى كتابة هذه السطور([1])) بحسب ما ورد في الموقع الرسمي لها حتى وصلت إلى 3.48، أي أنه صدر 48 تحديثًا منذ صدور الإصدار الثالث، وفي كل تحديث إضافة لمميزات جديدة، وتلافٍ لعيوب ومشكلات برمجية ، وإدراج تحسينات وإجابة لمقترحات.([2])

ثالثا- خصائص الكتب فيها:

   يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الكتب – سيفيدنا هذا التقسيم فيما بعد عند الحديث عن كيفية الإفادة المثلى من المكتبة- بحسب موافقتها للمطبوع أو عدمه، على النحو التالي:

  • كُتُبٌ موافقة للمطبوع، وأتى في تعريف هذا النوع أن كل كتاب عرفنا له (مصدرا) موافق للمطبوع، وافقناه عليه، سواء أكان هذا المصدر ورقيا أم مصورا أم نصيا، فاشتمل الإصدار – بحمد الله – على أكبر قدر من الكتب الموافقة للمطبوع، وبه (المئات) من الكتب الموافقة للمطبوع لم تنشر قبل ذلك.
  • كُتُبٌ غير موافقة للمطبوع، ما بقي من كتب غير موافقة للمطبوع، (وكثير منها غير مطبوع أصلا، كالمحاضرات المفرغة مثلا) ، تم فصلها في قسم فرعي باسم (مرقم آليا) ، تحت كل تصنيف، فتجد مثلا قسم العقيدة، وتحته قسم (العقيدة – مرقم آليا) ، وهكذا. ([3]) كذلك تجد في بطاقة بيانات الكتاب هذه العبارة [الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع].
  • كتب مربوطة بالمصور منها، فقد رأى القائمون على المكتبة إضافة ميزة تساعد الباحثين في عملية التوثيق ففي جديد الإصدار الثالث أتى منه ” إمكانية ربط كتاب الشاملة بكتاب مصور pdf موافق لترقيمه، بحيث يمكنك وأنت تتعامل مع كتاب الشاملة أن تصل لنفس الموضع من الكتاب المصور وتستعرضه من داخل الشاملة. وكتب الموقع الرسمي يمكن ربطها بنسخ مصورة حتى مع اختلاف الترقيم.” ([4]) ولكن يلاحظ أن هناك كتبًا لم يحدث لها هذا النوع من الربط.

رابعا- فوائدها ودورها في البحث العلمي:

     توافرت للمكتبة الشاملة كثيرٌ من المميزات، منها ما يتعلق بالجانب التقني كالتحديث المستمر، والإضافات التي تعمل على سهولة البحث والتصنيف، ومنها ما يتعلق بجوانب أخرى لكن ما يعنينا منها ما يفيد البحث العلمي، والتي يمكن تلخيص بعضها فيما يلي:

  • كونها مجانية، وتتضح علاقة هذه الميزة بالبحث العلمي من حيث إن تكوين المكتبة العلمية الشخصية يحتاج إلى الكثير من الأموال التي من الممكن ألا تكون متاحة لكثير من الباحثين، ومن ثم يتعلل البعض منهم بعد الوصول إلى الكتب لعدم استطاعة اقتنائه.
  • توفير الكثير من الوقت الذي من المفترض أن يقضيه الباحث في الذهاب إلى المكتبات العامة والمكوث فيها، وانتظار الحصول على الكتاب من أمين المكتبة، التي قد تطول أو تقصر بحسب كثرة عدد رواد المكتبة والحالة المزاجية لأمينها في بعض الأحيان، والرجوع من المكتبة، في مقابل ضغطة زر واحد يدخلك إلى مئات الكتب، دون عناء أو انتظار.
  • من الأمور المسلم بها في أدبيات البحث العلمي أن الإكثار من المصادر والتنويع فيها من الأمور المهمة جدا، لأن هذا الإكثار وذلك التنوع يزيد في شمول جوانب الموضوع المدروس، ووضوح الرؤية له، وعمق النظر في دقائقة.. إلخ([5]) وتساعد الشاملة في هذا الأمر، حيث توفر للباحث مجموعة كبيرة من المصادر الأصلية والثانوية في مكان واحد، بل يستطيع الباحث أن ينشئ قسمًا جديدًا بالمكتبة يضيف إليه المصادر الخاصة ببحثه، كما يمكن حفظ نتائج البحث للعودة إليها مرة أخرى في وقت لاحق.([6])

ولعل من فضلة القول أن نؤكد على عدم جعل المكتبة الشاملة ضمن المراجع التي تذيل بها بحثك العلمي؛ لأنها برنامج حامل للكثير من الكتب فحسب.

  • تفيد الشاملة في المرحلة التالية لإعداد المصادر، وهي جمع المادة العلمية، من حيث سهولة البحث عن القضية المدروسة، فيكفي لمن يكتب بحثا مثلا عن الترادف، أن يضع هذه الكلمة في محرك البحث بالمكتبة، بعد تحديد المصادر التي يريد البحث فيها، لتخرج له مئات بل آلاف النتائج المتالية، التي يستطيع بسهولة فتح كل واحدة منها، للمقارنة بينها وإمكانية الاستغناء عن ببعضها بالبعض الآخر، ولاشك أن ذلك يمثل نوعا من السهولة والدقة في طريقة البحث حيث إن البرنامج – إن تم إدخال الكلمات المبحوث عنها بطريقة صحيحة- لا يترك شاردة ولا ورادة في الكتب فيما يخص الكلمة المبحوث عنها وإلا ويوردها ضمن نتائج البحث.
  • ثم إن هناك ميزة أخرى –غير الحصر الشامل- للمكتبة في هذه المرحلة هي إمكانية ترتيب الكتب بحسب وفيات المصنِّفين، للوقوف على الأقوال الأولى في المسألة وإمكانية الاستغناء عن اللاحق منها اكتفاءً بأوائلها، ترسيخًا لمبدأ نسبة الأقوال إلى أصحابها الأصليين، ولاشك أن هذا ترتيب المصادر بهذه الطريقة يدويًّا يحتاج منا إلى كثير من الوقت والجهد.
  • نقل النصوص منها بطريقة النسخ واللصق المتوافرة في المكتبة – خصوصا لمن لا يتقنون الكتابة أو التعود على سرعتها- كونها مكتوبةً عن طريق برنامج وورد (Word)، وهو ما قد يوافر بعض الوقت والجهد.                        (يتبع)

========================

(1) الأربعاء الموافق 29 من مارس عام 2017م.

(2) الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة، على الرابط التالي: http://shamela.ws/index.php/page/about-shamela بتصرف.

(3) الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة، على الرابط التالي: http://shamela.ws/index.php/page/official-version-1

(4) الموقع الرسمي للمكتبة الشاملة، على الرابط التالي: http://shamela.ws/help.php/page/3

(5) البحث العلمي (حقيقته، ومصادره، ومادته، ومناهجه، وكتابته، وطباعته، ومناقشته) (1/101، 102 بتصرف) د. عبد العزيز بن عبد الرحمن الربيعة، المملكة العربية السعودية- الرياض، ط ثالثة 1424ه-2004م.

(6) ينظر طريقة إعداد هذا القسم، وذاك الحفظ على الرابط التالي: http://shamela.ws/help.php/#7

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu