حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

[شامخا كالطود].. قصيدة للأستاذ الدكتور/ عبد الحميد بدران

أستاذ الأدب والنقد ووكيل كلية اللغة العربية بالمنصورة- جامعة الأزهر

مَنْ لسَارٍ ضَلَّ في الّليلِ السُّـرَى؟

وَتَسَجّى باشْتِهاءَاتِ الكَرَى

رَابِضاً في جُنْحِ لَيْلٍ مُـمْسِكاً

بِظِلالِ الخَوْفِ حَتّى يَعُبُرا

رَاجِياً بَدْراً تَلاشَى ودُّهُ

أوْ نُجَيمَـاتٍ تُنيرُ الـمُضْمَرا

مَرَّ في أنْحاءِ نَجْدٍ سَائِلاً

وَتَرَدّى في مَهَاوِي حِـمْيرا

مُعْضلاتٌ أَنْهكَتْ رِحْلَتَهُ

وَأَطالتْ فِيهِ تَبْريحَ السُّـرَى

لَـمْ يَجدْ في الأَرْضِ إلا مَعْهَداً

ظَلَّ بالإِخلاصِ مَشْدودَ العُرَى

شامخاً كالطَّـوْد يُمْناهُ عَلى

قِمَّةِ الـمَجْدِ وفي اليُسـْرَى قِرَى

*****************

باسِطاً للنُّور دُسْتورَ الُهدَى

وَجَبيناً فَاحَ مِسْكاً أَذْفَرا

وَيَدُ التَّارِيخِ تَـمْتَـدُّ مَدى

لِتَخُطّ الـمَجْدَ دَوماً أدْهُرا

إنَّهُ مَنْ جَدَّ في نَهْضَتِه

وَتَزَيَّا بابْتكَارَاتِ الوَرَى

إنّهُ مَنْ دَانتْ الدُّنيا لَهُ

فَأَقامَ العَدْلَ فِيها مِنْبَرا

هُوَ مَنْ أَعْلى بِمِصْرَ الـمُنْتَهى

وَأَضَاءَ الّليلَ بَدْراً نَيِّرا

وَأَطَاعَ اللهَ في مَنْهَجِهِ

فَتَراءَى للـمَعَاني كَوْثَرا

أينَ مَنْ شَكّك في صَحْوتِهِ

وَتَغَنّى بالحَديثِ الـمُـفْتَرى؟

أَينَ مَنْ جَادَلَ في نَهْضَتِهِ

*******************

وَأَعَادَ القَوْلَ في أُمِّ القُرَى؟

قَدْ نَمَـا مِنْ عِلْـمِهِ عِلْـمُ الدُّنا

واسْتَهَلَّ الغَيْثُ وَابْتَلَّ الثَّرَى

فَمَضَى يَبْنِي لِـمِصْـرَ الـمُشْتَهى

وَيَصُوغُ الـمَجْدَ فِيها جَوْهَرا

وَيَرُدُّ الكَيْدَ في سَطْوَتِه

وَيُنَمّي غَرْسَهَا كَيْ يُثْمِرا

شَامخاً كالطَّوْدِ والدُّنيا مَدى

هَائمَ الخَطْوِ مُسَجَّى بالكَرَى

شَامِخاً كالطَّوْدِ في عِزَّتِهِ

هَلْ تَرَى طَوْداً يُسَاوي الأَزْهرا ؟

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu