حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

العلاقات الدلالية والمنطقية..بقلم د/ حسين البسومي

عضو هيئة التدريس بكلية الآداب - جامعة الوادي الجديد

تتنوع العلاقات الدلالية التي تترابط بها المفاهيم فيما بينها تبعا لطبيعة المحتوى المعرفي الذي تقدمه تلك المفاهيم للقارئ، وسيهتم البحث برصد العلاقات الدلالية ذات الطبيعة التعليمية، وهي تلك التي تدعم الجوانب الأساسية من الفهم والاستنباط والتطبيق، وفيما يلي بيان بتلك العلاقات الدلالية ([1]):

العلاقة الأولى: الفاعلية، وهي تنشأ بين مفهومين أحدهما حدث، والآخر فاعله، فإذا كان المفهوم الأول منهما هو الحدث، فالعلاقة بينهما هي الحدثية الفاعلية، مثل العلاقة بين المفهومين: “الصلاة” و”المؤمن”، أما إذا كان المفهوم الأول منهما هو الفاعل، فالعلاقة بينهما هي الفاعلية الحدثية، وهي عكس العلاقة السابقة.

العلاقة الثانية: المفعولية، وهي تنشأ بين مفهومين أحدهما حدث، والآخر مفعول وقع عليه، فإذا كان المفهوم الأول منهما هو الحدث، فالعلاقة بينهما هي الحدثية المفعولية، مثل العلاقة بين المفهومين: “الشرب” و”الماء”، أما إذا كان المفهوم الأول منهما هو المفعول فالعلاقة بينهما هي المفعولية الحدثية، وهي عكس العلاقة السابقة.

العلاقة الثالثة: الآلية، وهي تنشأ بين مفهومين أحدهما حدث والآخر آلته ووسيلته، وقد تكون هذه الآلة من نوع اسم الذات أو الحدث ، فإذا كان المفهوم الأول منهما هو الحدث، فالعلاقة بينهما هي الحدثية الآلية، مثل العلاقة بين المفهومين: “التزيين” و”المصابيح”، في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾ الملك: 5،  أما إذا كان الطرف الأول منهما هو الآلة فالعلاقة بينهما هي الآلية الحدثية، وهي عكس العلاقة السابقة.  

العلاقة الرابعة: الاشتمالية، وهي تنشأ بين مفهومين من نوع دلالي واحد، أحدهما عام يشتمل على الآخر، فإذا كان المفهوم الأول منهما هو العام فالعلاقة بينهما هي “الاشتمالية النوعية“، مثل العلاقة بين المفهومين: “الصبر” و “الصبر على المكاره”، أما إذا كان المفهوم الأول منهما هو الخاص فالعلاقة بينهما هي “النوعية اشتمالية”، وهي عكس العلاقة السابقة.

العلاقة الخامسة: الكلية، وهي تنشأ بين مفهومين، من نوع دلالي واحد، أحدهما كل للآخر، فإذا كان المفهوم الأول منهما هو الكلي، فالعلاقة بينهما هي الكلية الجزئية، مثل العلاقة بين المفهومين: “الرأس” و “العين”، أما إذا كان المفهوم الأول منهما هو الجزئي فالعلاقة بينهما هي الجزئية الكلية، وهي عكس العلاقة السابقة.

العلاقة السادسة: المصدرية، وهي تنشأ بين مفهومين، أحدهما مصدر يتولد منه الآخر، ويتفرع عنه، فإذا كان المفهوم الأول هو المصدر، فالعلاقة هي المصدرية، مثل العلاقة بين المفهومين: “السماء” و”الماء” في قوله تعالى: ﴿فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ الحجر: 22، وإذا كان المفهوم الأول متولِّدا من الآخر، وفرعا عنه، فالعلاقة هي “الفرعية”، وهي عكس العلاقة السابقة.

العلاقة السابعة: الترادف، وهي تنشأ بين مفهومين من نوع دلالي واحد، يتطابقان في الملامح الدلالية الأساسية بينهما، وذلك بما يشمل الترادف التام، والتقارب الدلالي، مثل العلاقة بين المفهومين: “العدل” و”القسط”.

=======================

([1] ) قد يتطلب تتبع المفاهيم الجزئية وتمثيلها في الخريطة الدلالية مزيدا من العلاقات الدلالية غير التي ذكرت في البحث، ولمطالعة أنواع أخرى من العلاقات الدلالية يمكن الرجوع إلى: اللبس الدلالي في المعالجة الآلية للغة العربية المعاصرة المكتوبة، د. حسين البسومي، رسالة دكتوراه، مخطوطة بمكتبة كلية دار العلوم، 2011م. وانظر أيضا: العلاقات الدلالية، والتراث البلاغي العربي (دراسة تطبيقية)، د. عبد الواحد حسن الشيخ، مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية، ط1، 1999م.

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu