عرض كتاب: كفاية المتحفظ لابن الأجدابي
إعداد أ.د/ عصام فاروق
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ونعمة الله للناس أجمعين، وعلى آله الغر الميامين وصحابته الأكارم الأولين، وعلى من سلك سلكهم واتبع نهجهم أجمعين.. وبعد،،
فهذا عرض مبسط لكتاب من كتب اللغة المهمة:
أولًا- اسم الكتاب:
كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ.
ثانيًا- مُصنِّفه:
أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الله اللواتي، الطرابلسي، الأجدابي، نسبة إلى قرية أجدابية بطرابلس، (ت نحو 470هـ)
ثالثا- مجاله:
متن اللغة، فهو من معجمات المعاني، المرتب فيها مادتُها اللغوية بحسب المعاني والموضوعات.
رابعًا- مقاصده:
تتمثل الأهداف العامة للكتاب مثله في ذلك مثل كتب المتون على أمور منها:
- هدف تحصيلي، يتمثل في تزويد القارئ بحصيلة لا بأس بها من ألفاظ اللغة العربية الصافية.
- هدف حضاري، ينصب على ربط القارئ بنصوص تراثه التليد، وجعله زادا له فيما هو بصدده من درس لغوي حديث.
- التعرف على معاني ألفاظ اللغة، خصوصا القديم منها، مما يفتح أمامنا الباب واسعا لفهم تراثنا العربي ونصوصه القديمة والوقوف على أسرار بنائها وصفاء معانيها.
- الوقوف على ما بين الألفاظ من علاقات دلالية، كالترادف والاشتراك اللفظي، وكذا ما بينها من فروق دلالية تتيح لنا استعمال لفظ في معنى لا يستعمل فيه غيره، وكذا المصاحبات اللفظية الجائزة وغيرها. ومعرفة الحقول الدلالية التي تندرج تحتها هذه الألفاظ.
- ضبط ألفاظ اللغة ونطقها نطقا سليمًا.
خامسا- منهجه:
اتبع ابن الأجدابي منهجًا واضحًا في كتابه نوضح بعضًا من ملامحه فيما يأتي:
- رتب كتابه بحسب الموضوعات الخاصة بالإنسان والحيوان والنبات والجماد، حاشدا الألفاظ المعبرة عن المعاني الخاصة بهذه الأصناف موضحا الفروق الدلالية بين بعضها.
- اعتمد في بيان معنى الكلمات المشروحة على المعنى العام للمادة اللغوية.
- اعتمد على معنى الصيغة وما تحمله زيادات المباني من معان زائدة على المعنى الأصلي للكلمة.
- تخفف من ذكر الشواهد الشعرية محافظة على نسق الكتاب وتماشيا مع مقصدية ابن الأجدابي منه.
- حرص على مراجعة ضبط الكلمات من المعجمات وكتب اللغة وإثبات ما يخالف ذلك الضبط مما ورد عند بعض المحققين للكتاب أو الشارحين والناظمين له.
- يخلو الكتاب غالبا من التعقيد وحاول ابن الأجدابي جعله مناسبًا لهمم القراء في هذا العصر التي ما اعتادت الحرص على متون اللغة، بله الشروح والحواشي.
سادسًا- مصادره-:
لم ينص ابن الأجدابي في مقدمة كتابه الصغيرة على المصادر التي استقى منها مادته اللغوية، لكنّ من الواضح أنه أفاد من جهود العلماء السابقين عليه خصوصا في القرون الثلاثة السابقة عليه، وكذا من الكتب اللغوية والمعجمات على اختلاف أنواعها في إخراج هذا الكتاب اللطيف.
سابعًا- بنائية الكتاب:
يقوم الكتاب على العديد من الأبواب والفصول وسأورد بعض عنونات الأبواب الرئيسة، وهي:
– باب في صفات الرجال المحمودة.
-باب في صفات النساء المحمودة .
– باب في أطوال عمر الإنسان.
– باب في الحلي.
-باب في الإبل.
-باب في الخيل.
– باب في السلاح.
– باب في السباع والوحوش.
-باب في الطير.
– باب في الجبال والأماكن المرتفعة والأحجار.
– باب في النبات.
-باب في الأكل والأشربة.
– باب في اللباس.
– باب في الآلات وما شاكلها.
ثامنًا – حجمه:
هو من الكتب المتوسطة المناسبة للمبتدئين والمتوسطين في السلم التعليمي، يمدهم مصنفه بالعديد من المادة اللغوية التي تعمل على تنمية الملكة اللغوية والربط بين المجالات الدلالية والألفاظ الدالة عليها.
تاسعًا- طبعاته:
طبع هذا الكتاب مرات عديدة منها:
- طبعة مطبعة وادي النيل، 1287هـ
- طبعة المطبعة الأدبية- بيروت، 1305هـ
- طبعة المكتبة المحمودية التجارية بالقاهرة. دون تاريخ.
- طبعة دار الشئون الثقافية العامة- بغداد، تحقيق عبد الرزاق الهلالي 1986م
- طبعة جمعية الدعوة الإسلامية العالمية- طرابلس، بتحقيق السائح على حسين 1989م
- طبعة دار الفكر- دمشق، تحقيق وشرح عبد القادر المبارك، 2003م
عاشرًا- عناية علماء الأمة بالكتاب:
عُني بهذا الكتاب كثير من علماء الأمة من بعد ابن الأجدابي، تقريبا وشرحا ونظما وتوضيحا، ومن هذه الجهود:
- نظم ابن مالك النحوي (672هـ) مادته شعرًا.
- نظمه أيضا عماد الدين أبو الفداء إسماعيل البعلي (764هـ) في نحو ألف وثلاثمائة بيت.
- شرحه ابن الطيب الفاسي (1170هـ) في كتاب سماه (شرح كفاية المتحفظ تحرير الرواية في تقرير الكفاية)