حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

فوائد على كتاب (مفردات ألفاظ القرآن) للراغب الأصفهاني [الحلقة السابعة] أ.د/ عصام فاروق

[25] فوائد مادة [أ.ر.ض]:

الأولى:

ذكر ابنُ فارس أن لتركيب (أ.ر. ض) ثلاثةَ أصول، أصل يتفرع وتكثر مسائله، وأصلان لا ينقاسان بل كل واحد موضوعٌ حيث وضعَتْه العرب، فأما هذان الأصلان فالأرض: الزُّكْمَةُ، رجل مأروض أي مزكوم، والآخر الرِّعدة، يقال: بفلان أرْضٌ أي رِعدة. وأما الأصل الأول فكل شيء يسفُل ويقابل السماء، يقال لأعلى الفرس سماءٌ ولقوائمه أرض. ([1]) بينما رد الراغب جميعَها إلى الأرض الجِرم المقابل للسماء؛ لأن السياق القرآني لم يأت بغيره.

الثانية:

في قوله: (.. ولا تجيء مجموعة في القرآن)، نعم لم يأت جمع أرض في القرآن، لكنها جاءت في السنة النبوية بالجمع في قوله صلى الله عليه وسلم (طوقه من سبع أَرَضِينَ) [ينظر: عمدة الحفاظ 1/ 85]

الثالثة:

في قوله: (ويقال: أرض أريضة..)  قلتُ من قبل إنَّ العرب تشتق من بعض الكلماتِ كلماتٍ أخرى تتبعها إياها دلالةً على المبالغة، مثل: يوم أيوم، وليلة ليلاء، ومنه يقال هنا: أرضٌ أريضةٌ.

الرابعة:

في قوله: (والأرَضَة: الدودة التي تقع في الخشب من الأرض..)  وهي المعبر عنها في القرآن بدابة الأرض، في قوله تعالى: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ ﴾  [سبأ 14]

الخامسة:

ذكرت كلمة أرض في القرآن الكريم بصيغة المفرد لا غير وذلك في أربعمائة وواحد وستين موضعا.

[26] فوائد مادة [أ.ر.ك]:

الأولى:

ذكر ابنُ فارس أن لتركيب (أ.ر. ك) أصلين عنهما تتفرع المسائل، أحدهما: شجر، والآخر الإقامة.([2]) بينما ردهما الراغب إلى الأصل الأول، وهو شجر الأراك من حيث التعبير عنه أو الإقامة على رعيه.

الثانية:

ذكر الأصفهاني أن هذا المادة: (أريك)، وحقها أن تكون (أ. ر.ك) ما دام يعبر عنها بالمادة اللغوية دون زيادات.

الثالثة:

في قوله: (الأريكة: حَجلة على سرير..  ) الحَجَلة: بيت يزين بالثياب والأسرَّة والستور. [ينظر: الصحاح (ح. ج. ل)]، أما السرير فما يُنام عليه أو يُجلس عليه. فإن كان السرير منفردًا دون حَجَلة فليس بأريكة، كما ذَكَرَ ثعلبٌ. [ينظر: عمدة الحفاظ ٨٦]

الرابعة:

في قوله: (وأصل الأروك: الإقامة على رعي الأراك، ثم تجوّز به في غيره من الإقامات) يسمى ذلك في الدرس اللغوي الحديث (تعميم الدلالة) أو (توسيع الدلالة)، بأن تنتقل دلالة الكلمة من معنى ضيق إلى معنى له علاقة به وهو أوسع منه.

الخامسة:

لم يذكر الأصفهاني الآية أو الآيات التي من أجلها ساق كلمة (الآرائك) لتفسيرها كعادته، وقد وردتْ في القرآن الكريم في خمسة مواضع:

  • قوله تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا﴾ [الكهف ٣١]
  • قوله تعالى: ﴿هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ ﴾ [يس 56]
  • قوله: ﴿ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا﴾ [الإنسان 13]
  • قوله: ﴿ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ [المطففين 23، 24]
  • قوله: ﴿عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المطففين 35، 36]

 [27] فوائد مادة [أ.ر.م]:

الأولى:

ذكر ابنُ فارس أن المعنى المحوري لتركيب (أ.ر. م) هو نَضْد الشيء إلى الشيء في ارتفاع.([3]) بينما أقامه الراغب على العلم المبني من الحجارة، لكنه لم يوضح العلاقة بين يحرق عليه الأُرَّم أي الأسنان والعلم المنصوب من الحجارة.

الثانية:

قوله: (ومنه قيل للمتغيظ: يحرق الأرَّم ) أو يقال: يحرق عليك الأرم؛ دلالة على التغيظ والغضب. ومن الملاحظ أن الراغب لم يوضح العلاقة بين الأسنان والحجارة أو وجه الكناية فيها.

الثالثة:

قوله: (.. إشارة إلى عمد مرفوعة مزخرفة…) هذا هو التفسير اللغوي للكلمة، أما التفسير القرآني ففيه أقوال عديدة ذكرها السمين العديد منها، فقيل: إرم هو سام بن نوح، وقبل أبو عاد، وقيل قبيلة من عاد، وقيل هو اسم قرية، وقيل أمة من الأمم، وقيل: هي عادٌ الأولى. [ينظر: عمدة الحفاظ 1/86 ]

ويذكر الطاهر بن عاشور أن (ذات العماد) استعارة للقوة تشبيها للقبيلة القوية بالبيت ذات العماد. [التحرير والتنوير ٣٠/ ٣١٩]

الرابعة:

لم يُذكر من ألفاظ هذه المادة في القرآن الكريم غيرُ هذا اللفظ في هذه الآية.

===================

[1]))  ينظر: مقاييس اللغة [أ.ر. ض]

[2]))  ينظر: مقاييس اللغة [أ.ر. ك]

[3]))  ينظر: مقاييس اللغة [أ.ر. م]

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu