كلمة ظهر غلاف كتاب (حفريات لغوية في تراث الإمام ابن جني)بقلم أ.د/ عصام فاروق
كلمة ظهر الغلاف حفريات
هذا الكتابُ هو ثمرةُ خمسةِ بحوثٍ علميَّةٍ مُحكَّمةٍ، تدور جميعُها في فلكِ التراثِ اللغويِّ لواحدٍ مِن أهمِّ علماءِ العربيَّةِ، هو الإمامُ ابنُ جني (392ه)، حاولتُ من خلالِ خَمْستِها البحثَ والتنقيبَ عن جوانبَ لغويةٍ جديدةٍ في هذا التراثِ الثريِّ؛ ولذا أطلقتُ على كلِّ بحثٍ منها (حفرية)؛ في دلالةٍ على استكناه تلك الجوانبِ، واستخرجها من باطنِ المصنَّفاتِ والمؤلَّفاتِ التي خلَّفها لنا هذا العالِمُ الجليلُ. متوقفًا مرةً أمامَ الحدِّ الذي وضعَه الإمامُ ابنُ جني للغة، مُبينًا أسبابَ اشتهارِه، ومدى تأثيرِه وتوظيفِه. ومرةً أمام ملامحِ قوانينِ التطورِ الصوتيِّ من خلالِ هذا التراثِ. وثالثةً أمامَ الآثارِ اللغويَّةِ لابن جني في كتبِ التفاسير. ورابعةً أمامَ هذه الآثارِ في المعجماتِ العربيَّة، كاشِفًا أهميةَ تلك الآثارِ، ومدى امتدادِها وتوظيفِها في كلا المجالَينِ. ثُمَّ أخيرًا حاولتُ الإجابةَ عن سؤالِ: لماذا لم يُصنِّف ابنُ جني مُعجمًا؟
ويقينِي أنَّ بحرَ عبقريِّ اللغويينَ لا يَنضبُ مهما اغتُرف منه؛ بل أكادُ أجزمُ أنَّ مرورَ القرونِ عليه يزيدُه أصالةً وتجدُّدًا.
أسألُ اللهَ – عزَّ وجلَّ- أنْ أكونَ بهذهِ البحوثِ قد وَفيتُ عالمنَا الجليلَ ابنَ جني- عليه سحائبُ الرحمةِ والرضوانِ – بعضًا من حقِّه علينا وعلى دارسِي لغةِ الضادِ في مشارق الأرض ومغاربها. واللهُ المستعانُ وعليه التُّكلان,,