حقوق النشر محفوظة لموقع كنوز العربية

الموجز في مناهج النقد الأدبي الحديث [1] بقلم أ.د/ عادل الفقي

أستاذ مساعد ورئيس قسم البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالمنوفية- جامعة الأزهر

تنقسم مناهج النقد الأدبي الحديث ثلاثة أقسام:
  • مناهج ما قبل الحداثة، وهي المناهج السياقية الكلاسيكية، وتشمل (التاريخي، الاجتماعي، النفسي، الفني، التكاملي)
  • مناهج الحداثة، وهي المناهج الرومانسية النسقية (النصية)، وتشمل: (الأسلوبية، البنيوية، السيميائية، التفكيكية)
  • مناهج ما بعد الحداثة وهي مناهج مختلطة بين الكلاسيكية والرومانسية، وتشمل: (القراءة والتلقي، النقد الثقافي، النقد النسوي)
أولا: المناهج السياقية الكلاسيكية(ما قبل الحداثة) تشمل:
  • المنهج التاريخي الذي يعنى بدراسة النص بالاعتماد على الجانب التاريخي، يعني تناول النص من الرؤية التاريخية أي تاريخ النص، والعوامل التاريخية المؤثرة فيه، وأثر هذا النص في التاريخ الذي قيل فيه، وتأثر النص بالتاريخ السابق له، وتأثير النص في التاريخ اللاحق له، ومن أهم رواده (لانسون) الذي يعتبر طه حسين من أهم تلاميذه.
  • المنهج الاجتماعي، وهو منهج يتعامل مع النص على أنه ظاهرة اجتماعية، ويقوم على بيان العلاقة بين النص والمجتمع الذي نشأ فيه، ومن أشهر رواده (ماركس)
  • المنهج النفسي هو ذلك المنهج الذي يتناول حياة الأديب ويبرز سماته وخصائصه من خلال آثاره ويسلط الضوء على نتاجه، ويدرس العوامل النفسية التي وجهته نحو جنس معين من الأجناس الأدبية، ويتخذ من نظريات علم النفس أساسا في تحليل النص الأدبي، ومن أهم تطبيقاته في الأدب العربي ما قام به الدكتور طه حسين في كتابه (مع أبي العلاء المعري في سجنه) فقد كشف فيه عن نفسية أبي العلاء، وأنه قد ظلم نفسه وحملها ما لا طاقة لها به حين سجن نفسه من غير سجان ووضع نفسه في ظلمات ثلاثة سجون: سجن العمى، وسجن البيت الذي لم يكن يبرحه وسجن العقل والأفكار الفلسفية الغريبة التي اعتنقها وآمن بها، ومن أهم رواده أيضا الشيخ أمين الخولي، وقد ظهر هذا بوضوح أيضا في تحليله النفسي لحياة أبي العلاء المعري أيضا.
  • المنهج الفني، وهو الذي يتخذ من الأصول الفنية أساسا في تحليل النص الأدبي ونقده، ومن خلاله يستطيع الناقد الموازنة بين نصين أدبيين والحكم على الأديب بالجودة أو الرداءة، وقد طبق العرب هذا المنهج منذ العصر الجاهلي وذلك من خلال تلك الملاحظات النقدية التي كانت تظهر بين الحين والحين من مثل قول طرفة: (استنوق الجمل) تعقيبا على قول الشاعر:

وقد أتناسى الهم عند احتضاره***بناجٍ عليه الصيعرية مكدم، وغير ذلك.

  • المنهج التكاملي وهو المنهج الذي يجمع بين المناهج الأدبية السابقة في تحليل النص الأدبي، فترى الناقد يتناول النص معتمدا على الجانب التاريخي والاجتماعي والنفسي والفني معا.
ثانيا: مناهج الحداثة الرومانسية (النسقية النصية) تشمل:
  • الأسلوبية وتعني تطبيق علوم البلاغة الثلاثة: (المعاني، والبيان، والبديع) على النص الأدبي، والتحليل الأسلوبي يُعنى أيضا بالوقوف على جميع مستويات اللغة في تناول النص، ونعني به المستوى: (الصوتي، واللفظي، والتركيبي، والتصويري، والإيقاعي في النص الشعري، وانتهاء بالمستوى الدلالي الذي يعنى بنظرية الحقول الدلالية)، ومن أهم رواد الأسلوبية من العرب د. سعد مصلوح صاحب فكرة الأسلوبية الإحصائية، ود. محمد عبد المطلب صاحب كتاب(البلاغة والأسلوبية) و(بلاغة السرد)ود. حميد لحمداني صاحب كتاب (بنية النص السردي)ود. جابر عصفور صاحب كتاب: (الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي عند العرب)
  • البنيوية وتعني (موت المؤلف) والنظر داخل النص وليس خارجه، وعزل النص عن جميع السياقات الخارجة عنه.
  • السيميائية وتعني دراسة العلامات البارزة في النص مثل: (العنوان وغيره من عتبات النص) وربطها بغرض النص ومضمونه.
  • التفكيكية، وتعني الهدم والتخريب وتفكيك النص عند تحليله ليبدأ التحليل من عند أجزائه الصغرى ومرورا بأجزائه المختلفة حتى الشكل النهائي له، ومن خلال هذا التفكيك لا توجد قراءة نهائية للنص، فكل قارئ يفهمه كما يشاء وفهمه له وقراءته له ليست نهائية، وإنما تختلف باختلاف رؤيته ومشاعره وظروفه المحيطة، وهذه العبثية والعشوائية في تناول النص إنما هي أثر من آثار المؤسس لهذا المنهج (جاك دريدا) فحياته مفككة مبعثرة مما جعل هذا ينعكس على أفكاره، فهو يهودي الديانة فرنسي الجنسية امريكي الإقامة في زمن ماضٍ، فهو اصلا إنسان مفكك، فانطبع هذا التفكك على مذهبه الادبي، والفرق بين البنيوية والتفكيكية يكمن في أن البنيوية تتناول الكلام مكتوبا أو منطوقا، أما التفكيكية فتعتمد فقط على الكتابة دون غيرها من فنون الإبداع.

اظهر المزيد

ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
ArabicEnglishGermanUrdu